الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على خاتم رسله ، وأهدى سُبله ، محمد سيد الأنبياء ، وأفضل من أقلّته الأرض ومن عرج به إلى السماء ، وعلى آله المعصومين المظلومين ، الذين افترض الله تعالى مودّتهم وولايتهم وسلّم تسليماً كثيراً.
وبعد : فيقول العبد الجاني علي بن إسماعيل بن جواد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن إبراهيم ـ الملقّب بشرف الدين ـ الموسوي العاملي غفر الله ذنوبه ، وستر عيوبه ، انّ سيّدنا ومولانا سماحة الامام وآية الله الملك العلام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي رفع الله درجته كان قد ألّف سنة ١٣٣٠ هـ كتاب «المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة » ، فجعله عبارة عن مقدّمة وأربعة أجزاء في مجلّدات أربعة ، وفي سنة ١٣٣٢ هـ شرع في طبعه ، فما تمّ طبع المقدّمة حتى طرقت العالمين طوارق الحرب العامّة [١] فمنعت من إكمال الطبع. وفي سنة ١٣٣٨ هـ مُني قدّس الله سرّه في سبيل الله بما مُني به أجداده الطاهرون ، فشرّد في الله عز وجل ، ونُهبت داره ، وتمزّقت ـ بعين الله تعالى ـ كتبه كلّ ممزّق ، فكان هذا الكتاب ممّا اُصيبت الامّة بفقده يومئذ.
وكان الملجد الأول منه : في هدي النبي وسيرته صلىاللهعليهوآله منذ نشأ
[١] أي الحرب العالمية الاولى والتي اندلعت سنة ١٩١٧ م.