responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 44

خلقه ، وفنون إكرامه على خلقه لا يكاد ينحصر ولا يتناهي ، كما أنّ جلالته كذلك.

( وعند مسح بطنه ) بيده اليمني إذا قام من موضعه : ( الحمد لله الذي أماط )

أي أذهب ( عنّي الأذى وهنأني طعامي ) يقال : هنأني الطعام ـ بتخفيف النون مفتوحة ودفع الطعام ـ : إذا صار هنيئا ، وهنأني الله طعامي : إذا صيّره لي هنيئا ، والمراد هنا الثاني بقرينة ما قبله وبعده.

( وعافاني من البلوى ) هي بمعنى البلاء ، والجمع البلايا ( وعند الخروج : الحمد لله الذي عرّفني لذّته ) أي لذّة الطعام المذكور في الدعاء السابق ، المدلول عليه بالهاء ( وأبقى في جسدي قوّته وأخرج عنّي أذاه يا لها نعمة يا لها نعمة يا لها نعمة ) ، و « يا » ـ هنا ـ : حرف تعجّب ، مثلها : يا لك من قبّرة [١] ، وضمير لها عائد إلى النعم المذكورات سابقا ، أو إلى ما دلّ عليه المقام من النعم ، ونعمة منصوب على التمييز ( لا يقدر القادرون قدرها ) أي لا يقدرون على واجب شكرها لعظمها ، ولا يقدرون مبلغها ولا يحصون مقدار جلالتها ومبلغ نفعها ، قال الله تعالى ( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) [٢] ، أي ما عظّموه حقّ تعظيمه ، وعليه ينزّل الأوّل وتقول : قدرت الشي‌ء أقدره قدرا من التقدير.

وفي الحديث : « إذا غمّ عليكم الهلال فاقدروا له » [٣] ، أي أتمّوا ثلاثين ، وعليه ينزّل الثاني.

( ويكره ) بالبناء للمجهول ـ أي يكره شرعا ( استقبال ) قرصي ( النيّرين ) : الشمس والقمر وإن كانا منكسفين ، ( و ) استقبال ( الريح بالبول ) أي بمحلّه ، وهو القبل ، والجارّ يتعلّق بالاستقبال ، فتخصّ الكراهة البول في الثلاثة.

ومستند الحكم قول الصادق عليه‌السلام : « نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يستقبل الرجل الشمس أو القمر بفرجه ، وهو يبول » [٤].


[١] « الصحاح » ٢ : ٧٨٤ ، « حياة الحيوان » للدميري ٢ : ٣٠٨ ، « قبر ».

[٢] « الأنعام » ٦ : ٩١.

[٣] « مسند أحمد بن حنبل » ٢ : ٢٨٧.

[٤] « تهذيب الأحكام » ١ : ٣٤ ـ ٩١.

اسم الکتاب : الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست