اسم الکتاب : الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 280
رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في جنازته يمشي ، فقال له بعض أصحابه : ألا تركب يا رسول الله فقال : إنّي لأكره أن أركب والملائكة يمشون » [١] ( إلّا لضرورة ) ، ولقول علي عليهالسلام : « إنّي لأكره الركوب معها إلّا من عذر » [٢] والحكم مخصوص بالذهاب فلا يكره الركوب في الرجوع.
( ولا يتحدّث في أمور الدنيا ولا يضحك ولا يرفع صوته ) بل يلزم قلبه التفكّر في حاله والتخشّع ، روي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أو عليّا عليهالسلام شيّع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال : « كأنّ الموت فيها على غيرنا كتب » [٣] الحديث.
( وللملتزم ) من الصلاة بنذر وشبهه ( ثلاث وعشرون تقارنها خمس عشرة : )
( المبادرة في أول الوقت في المعيّن ) ، للأمر بالمسارعة إلى سبب المغفرة الذي أقلّ مراتبه هنا الندب ( وأوّل ) أوقات ( الإمكان في ) النذر ( المطلق ) وإنّما لم يقيّد بالإمكان في المعيّن مع أنّه معتبر فيه أيضا ، لأنّ الوجوب فيه مشروط بإمكانه ، فلو لم يمكن سقط الوجوب وإن أمكن بعده ، بخلاف المطلق ، فإنّ المعتبر فيه الإمكان في أيّ وقت كان من العمر ، فلذا غاير بينهما وإن كان الإمكان مشترك الاعتبار.
روى عبد الله بن سنان وغيره عن أبي عبد الله عليهالسلام في رجل فاته من النوافل ما لا يدري ما هو من كثرته كيف يصنع؟ قال : « فليصلّ حتّى لا يدري كم صلّى من كثرته فيكون قد قضى بقدر ما عليه » قلت : فإنّه ترك ولا يقدر على القضاء من شغله ، قال : « إن كان شغله في طلب معيشة لا بدّ منها أو حاجة لأخ مؤمن فلا شيء عليه ، وإن كان شغله للدنيا وتشاغل بها عن الصلاة فعليه القضاء وإلّا لقي الله تعالى مستخفّا متهاونا
[١] « الكافي » ٣ : ١٧٠ ـ ١٧١ باب كراهية الركوب مع الجنازة ، ح ٢ ، « الفقيه » ١ : ١٢٢ ـ ٥٨٨ ، « تهذيب الأحكام » ١ :
٣١٢ ـ ٩٠٦.
[٢] « تهذيب الأحكام » ١ : ٤٦٤ ـ ١٥١٨. [٣] « نهج البلاغة » ٤٩٠ ، الرقم : ١٢٢ من قصار الحكم.
اسم الکتاب : الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 280