responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 191

بل بحسب ما يتقدّمها ، فإنّها تتبعه ترقيقا وتفخيما.

والمراد بحروف التفخيم : الحروف المستعلية السبعة ، وأقواها تفخيما حروف الإطباق. فعلى هذا ألف ( الضّالِّينَ ) مفخّمة ، وما قبلها من ألفات الفاتحة مرقّقة ، وقس على ذلك غيرها.

ولا يجوز كون قوله : « وتفخيم » عطفا على « اجتناب » ، ليكون مأمورا بتفخيم الألف ، ويكون المراد الألف التي بعد ضاد ( الضّالِّينَ ) ، لأنّ ذلك وإن صحّ هنا ، لكن يفسد قوله بعد ذلك : « وإخفاء الهاء » بل تكون ظاهرة ، فإنّه معطوف على ما أضيف إلى الاجتناب ليدخل في غيره قطعا.

( و ) اجتناب ( إخفاء الهاء ، بل تكون ظاهرة ) ، لأنّها حرف خفيّ بعيد المخرج فينبغي المحافظة عليها ، فكم من مقصّر فيها سيما إذا كانت مكسورة كـ ( عَلَيْهِمْ ) ، أو جاورها ما قاربها صفة أو مخرجا كـ ( اهْدِنَا ) و ( وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ) [١] ، و ( مَعَهُمُ الْكِتابَ ) [٢] ، أو وقعت بين ألفين كـ ( بَناها ) [٣] و ( ضُحاها ) [٤] لاجتماع ثلاثة أحرف خفيّة ، فليكن التحفّظ ببيانها خصوصا مع سكونها كـ ( اهْدِنَا ) أثبت.

( وترك الإدغام الكبير ) وهو ما كان الحرف الأول فيه ـ سواء كانا مثلين أم جنسين أم متقاربين ـ متحرّكا.

سمّي كبيرا ، لكثرة وقوعه ، إذ الحركة أكثر من السكون ، أو لتأثيره في إسكان المتحرّك قبل إدغامه ، أو لما فيه من الصعوبة ، أو لشموله نوعي المثلين والجنسين والمتقاربين.

ومثاله في الفاتحة ( الرَّحِيمِ مالِكِ ) بإدغام الميم في الميم في قراءة أبي عمرو ويعقوب [٥] ، وإنّما كان تركه أفضل ( في الصلاة ) ، لأنّ التفكيك أفصح وأكثر حروفا فيكثر


[١] « يونس » ١٠ : ٥٥.

[٢] « الحديد » ٥٧ : ٢٥.

[٣] « الشمس » ٩١ : ٥.

[٤] « النازعات » ٧٩ : ٢٩.

[٥] « النشر في القراءات العشر » ١ : ٣٠٢ ـ ٣٠٣.

اسم الکتاب : الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست