اسم الکتاب : الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 171
لا يلتفت يمينا ولا شمالا ، بل يجعل نظره إلى موضع سجوده.
وقد روي عن النبيّ [١]صلىاللهعليهوآله أنّه كان يرفع بصره إلى السماء في صلاته فلمّا نزلت الآية طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى الأرض.
وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاته فقال : « أما إنّه لو خشع قلبه خشعت جوارحه » [٢]. وفيه دلالة على أنّ الخشوع في الصلاة يكون في القلب والجوارح ، فأمّا بالقلب فهو أن يفرغه بجمع الهمّة لها والإعراض عمّا سواها ، فلا يكون فيه غير العبادة والمعبود. وأمّا الجوارح فهو غضّ البصر والإقبال عليها وترك الالتفات والعبث ونحوهما.
( والاستكانة ) وقد تقدّم [٣] تفسيرها وهي ترجع إلى الخشوع ( والوقار والتشبّه بقيام العبد ) الذليل بين يدي مولاه الجليل ، فإن لم يكن المصلّي يرى الله فإنّ الله يراه.
( وعدم الكسل والنعاس ) ونحوهما من منافيات الإقبال.
( و ) عدم ( الاستعجال ) فإنّ المصلي إذا استعجل بصلاته يقول الله تعالى لملائكته : انظروا إلى عبدي كأنّه يرى أنّ رزقه بيد غيري [٤].
( وإقامة الصلب والنحر ) روى حريز ، عن الباقر عليهالسلام في قوله تعالى ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )[٥] قال : « النحر : الاعتدال في القيام أن يقيم صلبه ونحره » [٦].
( والنظر إلى موضع سجوده بغير تحديق ) إليه ، بل يجعل بصره خاشعا ، وقد تقدّم وجهه.
( وأن يفرّق بين قدميه قدر ثلاث أصابع مفرّجات إلى شبر أو فتر ) روى الحدّ الأوّل
[١] « كنز العمّال » ٨ : ٢٠١ ـ ٢٢٥٤٦ باب مندوبات الصلاة. [٢] « كنز العمال » ٨ : ١٩٧ ـ ٢٢٥٣٠ ، مكروهات متفرّقة. [٣] تقدّم في الصفحة : ١٦٩. [٤] لم نعثر عليه فيما لدينا من المصادر. [٥] « الكوثر » ١٠٨ : ٢. [٦] « الكافي » ٣ : ٣٣٦ باب القيام والقعود في الصلاة ، ح ٩.
اسم الکتاب : الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 171