responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 286

القسم الستون

حسن النسق

وهو أن تأتي بكلمات من النثر أو النظم متتاليات ومتعاقبات منسوقة بعضها على بعض بحرف العطف ، كل كلمة إذا أفردت كانت تقوم بمعنى مفرد مستقبل ، وكل بيت إذا جرد من تلوه استقل معناه ولم يفتقر إلى غيره ، وإن ضم إليه تلوه صارا كأنهما بيتا واحدا .. ومنه في الكتاب العزيز قوله تعالى : ( وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) فأنت ترى هذه الجمل معطوفا بعضها على بعض بواو النسق على الترتيب الذي تقتضيه البلاغة ، لأنه سبحانه بدأ بالأهم إذ كان المراد إطلاق أهل السفينة من سجنها ، ولا يتهيأ لذلك الاّ بانكشاف الماء عن الأرض ، فلذلك بدأ بالأرض فأمرها بالانقلاع ، ثم علم سبحانه أن الأرض إذا ابتلعت ما عليها ولم تنقطع مادة السماء تأذّى بذلك اهل السفينة عند خروجهم منها ، وربما ينزل من السماء أكثر مما تبتلع الأرض فأمرها بالاقلاع بعد أن أمر الارض بالابتلاع ، ثم أخبر بعيض الماء عند ما ذهب ما على الأرض ، وانقطعت مادة السماء ، وذلك يقتضي أن تكون ثالثة الجملتين المتقدمتين ، ثم قال تعالى ـ وقضي الامر ـ أي هلك من قدر هلاكه ونجى من قضيت نجاته وهذا كنه الآية وحقيقة المعجزة ، ولا بد أن تكون معلومة لأهل السفينة ، ولا يمكن علمهم بها إلاّ بعد

اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست