responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المدنيّة المؤلف : الأسترآبادي، محمّد أمين    الجزء : 1  صفحة : 550

وعلى كلّ حال ، فإنّ الحقّ قد اتّضح بغير مين وأضاء الصبح لذي عينين.

ومن لطائف ما يناسب ما نحن فيه : ما نظمه مولانا وشيخنا العلّامة والحبر المحقّق الفهّامة الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن ابن العالم الربّاني الشهيد الثاني ـ قدّس الله سرّهما ـ من جملة قصيدة له مسمّاة بـ « النفحة القدسيّة لإيقاظ البريّة » فإنّه قال ، ونعم ما قال :

وأين الّذي للفقه في الدين يبتغي

يقينا إذا استفيضت عليه مسائله

أو المستشير العزم للسير قاصدا

إلى وجهه شمار منها تناوله

فيوقل في الآفاق شرقا ومغربا

الا في سبيل الله ما هو فاعله

وما ذاك وجد القوم فرض كفاية

وقد درست آياته ومنازله

بل فرض عين يلحق الكلّ حكمه

بلا مزية قامت عليه دلائله

وإن أمره شي‌ء ويصبح مخلدا

إلى الأرض لا يلقى فقيها يسائله

ويحسب جهلا أنّه فاز بالتقى

وأدرك في الخيرات ما هو أهله

لفي غمّة من أمره وكأنّه

لفرط هواه فاقد العقل تأكله

وأين الّذي إن جاره من مذكر

حديث رشاد بالقبول يقابله

ومن ذا الّذي عرفته عيب طبعه

لا يستقيم حتّى تقوم مائله

لقد نال في الناس العدوّ مرامه

وليس لهم علم بما هو عامله

وممّا يناسب ذلك أيضا ما أنشده الشيخ الفاضل الأديب ناصر البويهي الّذي آباؤه بنوا الحضرة الغروية ـ على مشرّفها ألف سلام وتحيّة ـ ولآبائه مقبرة في النجف تعرف بمقبرة السلاطين ، فإنّه قال من جملة قصيدة أنشدها لبعض أجدادي حين أخّره عن درسه ، فأرسل إليه أبياتا يعاتبه فيها ، من جملتها هذا البيت :

وما كلّ من أدلى من البئر دلوه

يساق ولا من صفّح الكتب فاضل

وبالجملة ، فإنّ كلّ من لم يكن من المجاهدين كجهاده يتعيّن عليه أن يكون من المقلّدين ، كما قال الله سبحانه : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ ) [١] وقال جلّ


[١] يونس : ٣٥.

اسم الکتاب : الفوائد المدنيّة المؤلف : الأسترآبادي، محمّد أمين    الجزء : 1  صفحة : 550
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست