responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المدنيّة المؤلف : الأسترآبادي، محمّد أمين    الجزء : 1  صفحة : 420

وخبر من يكون بعدكم ، انزل من عند الله على محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وسألت رحمك الله عن الاستطاعة للفعل ، فإنّ الله عزوجل خلق العبد وجعل له الآلة والصحّة ، وهي القوّة الّتي يكون العبد بها متحرّكا مستطيعا للفعل ، ولا متحرّك إلّا وهو يريد الفعل وهي صفة مضافة إلى الشهوة الّتي هي خلق الله عزوجل مركّبة في الإنسان ، فإذا تحرّكت الشهوة في الإنسان اشتهى الشي‌ء وأراده ، فمن ثمّ قيل للإنسان : مريد ، فإذا أراد الفعل وفعل كان مع الاستطاعة والحركة فمن ثمّ قيل للعبد : مستطيع متحرّك ، فإذا كان الإنسان ساكنا غير مريد للفعل وكان معه الآلة ـ وهي القوّة والصحّة اللتان بهما تكون حركات الإنسان ـ كان سكونه لعلّة سكون الشهوة فقيل : ساكن ، فوصف بالسكون. فإذا اشتهى الإنسان وتحرّكت شهوته الّتي ركبت فيه اشتهى الفعل وتحرّك بالقوّة المركّبة فيه واستعمل الآلة الّتي بها يفعل الفعل ، فيكون الفعل منه عند ما تحرّك واكتسبه فقيل : فاعل ومتحرّك ومكتسب ومستطيع ، أو لا ترى أنّ جميع ذلك في صفات يوصف بها الإنسان.

وسألت رحمك الله عن التوحيد وما ذهب إليه من قبلك ، فتعالى الله الّذي ليس كمثله شي‌ء وهو السميع البصير ، تعالى الله عما يصف الواصفون المشبّهون الله تبارك تعالى بخلقه المفترون على الله عزوجل ، فاعلم رحمك الله : أنّ المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عزوجل ، فانف عن الله عزوجل البطلان والتشبيه ، فلا نفي ولا تشبيه ، هو الله الثابت الوجود ، تعالى الله عمّا يصفه الواصفون ، ولا تعد القرآن فتضلّ بعد البيان.

وسألت رحمك الله عن الإيمان ، فالإيمان هو الإقرار باللسان وعقد بالقلب وعمل بالأركان ، فالإيمان بعضه من بعض ، وقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا ولا يكون مؤمنا حتّى يكون مسلما ، فالإسلام قبل الايمان وهو يشارك الإيمان ، فإذا أتى العبد بكبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي الّتي نهى الله عزوجل عنها كان خارجا من الإيمان وساقطا عنه اسم الإيمان وثابتا عليه اسم الإسلام ، فإذا تاب واستغفر الله عاد إلى الإيمان ولم يخرج إلى الكفر والجحود. وإذا

اسم الکتاب : الفوائد المدنيّة المؤلف : الأسترآبادي، محمّد أمين    الجزء : 1  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست