responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطّراز الأوّل المؤلف : ابن معصوم المدني    الجزء : 0  صفحة : 76

ومن جهة ثانية اعتنى المصنف بمنهج النقد والتثبت في النقل ، حيث صرح بذلك في مقدمته فقال أنّه يتثبت في المداحض والمزال ، ويتعمق في التمييز بين الراجح والزال ، ولا يجمد على ما وجده في كتاب ، فقال :

« فإنّ هذه اللغة الشريفة الّتي رفع الله مقدارها ، وجعل على ألسنة خيرته من خلقة مدارها ، لم تكن تؤخذ إلاّ بالسماع والتلقين ، أو الرواية الوافية ببلج الحق وثلج اليقين ، وعلى هذا جرى السلف من العلماء في سالف الدهر ، فجنوا من رياضها يانع الثمر ونافح الزهر ، وما كانوا ليتّكلوا على ما في بطن صحيفة ومتن مجلة ما لم يشافهوا به الجهابذة من المشايخ الجلة ، ثمّ طمست آثار تلك الأعلام ، وعمّت سبل الهدى غاشية الظلام ، وحار طرف الدليل ، وطاح صوت الحادي ، وأمسى الخرّيت ينادي : إنّه الليل وأضواج الوادي.

فلم يبق إلاّ الرجوع إلى ما أودعه العلماء في بطون الدفاتر ، والنهوض إلى الاقتباس منها بعزم غير فاتر ، وإذ قد تعذّر الاستفهام عند الاستبهام ، والحصول على الصواب ، بالسؤال والجواب.

فمن اللازم للّبيب الحازم أن يتثبت في المداحض والمزال ، ويتعّمق في الميز بين الراجح والزال ، وأن لا يأمن غائلة التعجيل ، بالمبادرة إلى الإثبات والتسجيل حتّى يتقصّى في الاستقراء ، لا سيّما عند التصنيف والإقراء ، فمن جمد على ما وجد في كتاب ، فقد استهدف لنبل اللوم وسهام العتاب ، وكأين

اسم الکتاب : الطّراز الأوّل المؤلف : ابن معصوم المدني    الجزء : 0  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست