responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطّراز الأوّل المؤلف : ابن معصوم المدني    الجزء : 0  صفحة : 188

الشدياق :

وأغرب من ذلك اقتصار جميع أهل اللغة على قولهم « قدّس تقديسا » وما أحد منهم ذكر له فعلا ثلاثيا ، أو نبّه على عدم مجيئه مع أنّهم قالوا : إنّ القدس اسم ومصدر ، فكيف يكون مصدر من دون فعل؟! أو في الأقل من دون تنبيه عليه كما نبهوا على غيره ، ويقال أيضا : قدوس واسم الله الأقدس وبيت المقدس ، فكيف جاء النعت وأفعل التفضيل واسم المكان من غير اشتقاق؟! مع ان سيبويه قال أنّ الكلم كله مشتق [١].

وهذا الكلام واضح ولا غبار عليه ، وهذه الإشكالية في المعاجم موجودة لا ينكرها إلاّ مكابر ، خصوصا وأنت ترى هذه الموارد ماثلة للعيان ، ولذلك كان السيّد حريصا على رفع هذه الإشكالية. فقال في مادة « قدس ».

« قدس في الأرض قدسا ، كضرب : ذهب فيها وأبعد ، ومنه التقديس بمعنى التطهير ؛ لأنّه إبعاد للمقدّس عن النجاسة ، والقدس ، كعنق ويسكن : الطهر والبركة.

وقدّس الله ، و [ قدّس ] له تقديسا نزّهه وأبعده عما لا يليق بجنابه ».

فذكر السيّد المدني الفعل الثلاثي « قدس » وذكر معناه في الاشتقاق الكبير ، بأنّه معنى الإبعاد ، ثم ذكر التفعيل منه أي التقديس ، وباقي المشتقات منه ، وهذه غاية البراعة والحذاقة والاستقصاء للأفعال ، ومحاولة عدم الإخلال بشيء منها.

وفي هذا المجال أيضا نرى ذكر السيّد المصنف للأفعال المنحوتة في أماكنها ، مع أنّ سائر المعاجم إمّا أن تذكرها في غير مظانها أو أن لا تذكرها أصلا.


[١] الجاسوس : ١٣.

اسم الکتاب : الطّراز الأوّل المؤلف : ابن معصوم المدني    الجزء : 0  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست