responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السّجود المؤلف : الربيعي، الشيخ داود سلمان    الجزء : 1  صفحة : 75

لصريح الآية المباركة ( أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ) [٢] فإنّ إبليس إنّما أبىٰ عن السجود بادعاء أنّه أشرف من آدم عليه‌السلام.

فلو كان السجود لله تعالىٰ ، وكان آدم قبلةً محضةً لما كان في احتجاجه الذي سجّله لنا القرآن الكريم معنىٰ ، قال تعالىٰ : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) [٣] وهذه الآيات صريحة بإرادة السجود ، وليس المتبادر منه هو القبلة.

الرأي الثالث : إنّ السجود لشخص آدم عليه‌السلام ، حيث كان بأمر الله تعالىٰ ، فهو في الحقيقة خضوع لله وسجود له لكونه بامره.

وبيان ذلك : أنّ السجود هو الغاية القصوى للتذلل والخضوع ، ولذلك قد خصه الله سبحانه بنفسه ، ولم يرخّص لعباده أن يسجدوا لغيره.

غير أنّ السجود لغير الله إذا كان بأمر من الله تعالىٰ كان في الحقيقة عبادة له وتقربا إليه ؛ لأنّه امتثال لأمره ، وانقياد لحكمه ، وإن كان في الصورة تذللاً للمخلوق.

ومن أجل ذلك يصحّ عقاب المتمرّد علىٰ هذا الأمر ، ولا يُسمع اعتذاره بأنّه لا يتذلل للمخلوق، ولا يخضع لغير الخالق حتىٰ لو كان يأمره.


[٢] سورة الاسراء : ١٧ / ٦١.

[٣] سورة الاعراف : ٧ / ١١ ـ ١٣.

اسم الکتاب : السّجود المؤلف : الربيعي، الشيخ داود سلمان    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست