أفردنا أئمة الحنابلة خاصة في هذا الموضع لاَنّه أوقع في الرد على متأخريهم ، ابتداءً بابن تيمية ، الذين ذهبوا إلى تحريم السفر بقصد الزيارة وعدّه من مصاديق الشرك ، أو الكفر.
١ ـ أبو الفرج ابن الجوزي ( ٥٩٧هـ ) صنّف كتاباً بعنوان ( مثير العزم الساكن إلى أشرف الاَماكن ) وعقد فيه باباً في زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقد تقدمت عنه نقول كثيرة.
وفي كتابه الآخر « مناقب الاِمام أحمد بن حنبل » ذكر أخباراً عديدةً في زيارة قبر أحمد بن حنبل ، يفيد مجموعها أنّها عادة الحنابلة ، وأنّها لديهم من القربات المهمة التي لا يفرطون بها [٢]. وذكر في كتابه ( المنتظم ) أنّه قد قصد زيارته في سنة ٥٧٤هـ وتبعه خلق كثير يقدرون بخمسة آلاف إنسان [٣].
وهذه بعض نصوص ابن الجوزي ، تعكس صورةً واضحةً عن ثقافة الزيارة عند الحنابلة :
[١] شفاء السقام : ٦٢ ـ ٦٣ ، مختصر تاريخ دمشق ٢ : ٤٠٨ ، القسطلانيو المواهب اللدنية ٤ : ٥٨٣. [٢] مناقب أحمد : ٤٠٠ ، ٥٦٣ ، ٦٣٩ ، ٦٤٢ ، ٦٤٣ ، ٦٧٧ وغيرها. [٣] المنتظم في أخبار الملوك والاَمم ١٨ : ٢٤٨.
اسم الکتاب : الزيارة والتوسّل المؤلف : صائب عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 74