responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم المؤلف : الشيخ يوسف بن حاتم العاملي    الجزء : 1  صفحة : 117

أفضلهما ، ثمّ قال له : اركب فداك أبي وامّي.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّي لا أركب بعيرا ليس لي.

قال : فهو لك يا رسول الله بأبي وامّي.

قال : لا ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به؟

قال : كذا وكذا.

قال : قد اخذتها بذلك.

قال : هي لك يا رسول الله ، فركبا وانطلقا [١].

وهذا الخبر ممّا يدلّ على أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم ينفق عليه أبو بكر شيئا ، إذ لو كان قد تقبّل منه النفقة عليه لما رأى أنّه لا يركب له راحلة على سبيل العارية أو الهبة ، ولكان ردّها عليه قبيحا مستهجنا من الناقص فكيف من الكامل المسدّد من قبل الله سبحانه وتعالى.

ودخل المدينة يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأوّل. وقيل : الحادي عشر ، وهي السنة الاولى من الهجرة ، فردّ التاريخ الى المحرّم ، فكان نزل عليه‌السلام بقبا في دار كلثوم بن الهدم ، ثمّ بدار خيثمة الأوسي ثلاثة أيّام ويقال : اثني عشر يوما ، الى بلوغ علي عليه‌السلام وأهل البيت ، وكان أهل المدينة يستقبلون كلّ يوم الى قبا وينصرفون ، فأسّس بقبا مسجدهم.

وخرج يوم الجمعة وقدم الى المدينة ، فتعلّق الناس بزمام الناقة ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا قوم دعوا الناقة فهي مأمورة ، فعلى باب من بركت فأنا عنده. فأطلقوا زمامها وهي تهفّ في السير حتّى دخلت المدينة ، فبركت على باب دار أبي أيّوب الأنصاري ، ولم يكن في المدينة أفقر منه ، فانقطعت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فنادى أبو أيّوب : يا امّاه افتحي الباب فقد قدم سيّد البشر وأكرم ربيعة ومضر محمّد المصطفى والرسول المجتبى. فخرجت وفتحت الباب وكانت عمياء ، فقالت : وا حسرتاه ليت كان لي عين انظر بها الى وجه سيّدي رسول الله.


[١] تاريخ الطبري : ج ٢ ص ١٠٤.

اسم الکتاب : الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم المؤلف : الشيخ يوسف بن حاتم العاملي    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست