responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 409

وأبو الفداء ، وابن العبري ، واليافعي وابن خلكان .. كانوا من أولئك الذين ظلموا الحقيقة والتاريخ ، بل وأنفسهم ، عند ما أرخوا للامة الاسلامية ، وكتبوا في أحوالها ، وأوضاعها السالفة ، دون أن يراعوا الانصاف والحيدة فيما أرخوا ، وفيما كتبوا ..

ولعل من جملة سقطات هؤلاء الشنيعة ، التي لم يخف على أحد تعصبهم فيها ، وانقيادهم للحكام ، والهوى الأعمى في بيانها ، قضية : « كيفية وفاة الإمام الرضا (ع) .. » ؛ حيث ذكروا : أن سبب وفاته (ع) هو أنه : « أكل عنبا ؛ فأكثر منه ؛ فمات .. » [١].

وكأنّ ابن خلدون ، الاموي النزعة ، يريد أن يتابعهم في ذلك ؛ حيث قال في تاريخه : « ولما نزل المأمون مدينة طوس ، مات علي الرضا فجأة ، آخر صفر من سنة ثلاث ومائتين ، من عنب أكله .. » [٢]. ولعله نسي ما ذكره هو نفسه من ثورة ابراهيم بن موسى على المأمون لاتهامه اياه بقتل أخيه. كما سيأتي.

ما عشت أراك الدهر عجبا

وهو كلام عجيب حقا :

فهل يعقل ويتصور أن يصدر هذا العمل من أي إنسان عادي ، فضلا عن الإمام ، الذي شهد بعلمه ، وحكمته ، وزهده ، كل من عرفه ، وكل من أتى من المؤرخين على ذكره؟!.


[١] الكامل ج ٥ ص ١٥٠ ، والطبري ج ١١ ص ١٠٣٠ ، وتاريخ أبو الفداء ج ٢ ص ٢٣ ، ومختصر تاريخ الدول ص ١٣٤ ، ومرآة الجنان ج ٢ ص ١٢ ، ووفيات الأعيان طبع سنة ١٣١٠ ه‌ ج ١ ص ٣٢١. لكن بعضهم قد حكى سمه بلفظ : قيل ..

[٢] تاريخ ابن خلدون ج ٣ ص ٢٥٠.

اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 409
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست