responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 297

فإنه سوف يسهل عليه ـ إذا لم يكن حكم الإمام (ع) على وفق ما يشتهي ، وحسبما يريد ـ : أن يأخذ على ذلك الحكم : ( الذي يرى نفسه ، ويرى الناس أنه مدين للمأمون ) أقطار الأرض ، وآفاق السماء. ولن يصعب عليه تصفيته ، والتخلص منه من أهون سبيل ؛ حيث إنه حكم لا يزال ، ولسوف يسعى المأمون لأن يبقيه في المهد ، يستطيع المأمون أن ينزل به الضربة القاصمة القاضية متى شاء ، دون أن تعطى له الفرصة لحشد قدراته ، وتجميع قواه في أي من الظروف والأحوال ..

وهكذا .. فإن النتيجة تكون : أن الإمام (ع) سوف يكون بين خيارين لا ثالث لهما : فاما أن يحاول تحمل المسئولية الحقيقية ، بكل أبعادها ، وتبعاتها ، باعتباره القائد الحقيقي للامة ، ويقدم على كل ما تقدمت الاشارة إليه من اصلاحات جذرية في جميع المجالات ، وعلى مختلف المستويات ؛ مما سوف يكون من نتائجه أن يعرض نفسه للهلاك ؛ حيث لا يستطيع الناس ؛ والمأمون واشياعه تحمل ذلك ، والصبر عليه ، ويكون له ولهم كل العذر في تصفيته ، والتخلص منه.

وإما أن لا يتحمل مسئولية الحكم ، ولا يأخذ على عاتقه قيادة الامة ، وإنما تكون مهمته ، وما يأخذه على عاتقه هو فقط تنفيذ إرادات المأمون ، وأشياعه من المنحرفين. ويكون هو الواجهة التي يختفي وراءها الحكام الحقيقيون ، المأمون ومن لف لفه ..

وواضح أن نتيجة ذلك سوف تكون أعظم خطرا على الإمام ، وعلى العلويين ، وعلى الامة بأسرها ، وأشد فداحة من نتيجة الخيار السابق ؛ حيث يكون قد قضى بذلك على كل آمال الامة ، وكل توقعاتها.

وذلك هو كل ما يريده المأمون ، ويسعى من أجل الحصول عليه ، بكل ما أوتي من قوة وحول ..

وثالثا : إن من الواضح : أن عرض المأمون التنازل عن الخلافة للامام (ع) ، لا يعني أبدا أن المأمون سوف لا يحتفظ لنفسه بأيّ من

اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست