responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 248

فواحدا منا الخ .. » [١].

ولا بد من ملاحظة : منافاة وعده هذا لعبد الله بن موسى بأن يجعل له ولاية العهد .. للرسالة التي أرسلها إلى العباسيين في بغداد ، فور وفاة الرضا (ع) ، ويعدهم فيها بأن يجعل ولاية العهد فيهم ، وسنشير إلى رسالته لهم في فصل : مع بعض خطط المأمون إن شاء الله وعلى كل حال .. فإننا نستطيع أن نفهم من هذه الرسالة التي لعبد الله بن موسى أمورا ، نشير إلى بعضها :

أولا : إن المأمون كان قد جعل ولاية العهد وسيلة لختل الشخصيات التي كان يخشاها ، والغدر بها ؛ إذ أن من المقبول والطبيعي ـ كما يرى البعض ـ أن يكون ولي العهد هو الذي يتآمر ، ويدبر للتخلص من الخليفة الفعلي ، ليختصر المسافة ، ويصل إلى الحكم ، الذي ينتظر الوصول إليه ، والحصول عليه بفارغ الصبر. وليس من الطبيعي ، ولا من المقبول أن يتآمر الخليفة على ولي عهده ، إلا إذا كان يريد أن يجعل الخلافة لمن هو أعز عليه منه ، وهذا ما نفاه المأمون عن نفسه في أكثر من مناسبة.

وهكذا .. فان النتيجة تكون : هي أن الخليفة الفعلي يكون آخر من يتهم في ولي العهد ، إذا ما راح ضحية التآمر والاغتيال ، وعرف الناس ذلك. وهذا بلا شك من جملة ما كان يريده المأمون ، ويسعى إليه ..

ثانيا : إن المأمون رغم الصعوبات التي واجهها في فترة تولية الرضا (ع) العهد .. يبدو أنه كان يعتبر نفسه منتصرا وناجحا في لعبته تلك ، ولذلك نرى أنه قد حاول تكرار نفس اللعبة مع عبد الله بن


[١] مقاتل الطالبيين للاصفهاني ص ٦٢٨ ، إلى ص ٦٣١ ، وسنورد الرسالة في أواخر هذا الكتاب إن شاء الله ..

اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست