responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 160

قوة مركز الأمين ، بالنسبة إلى أخيه المأمون ؛ حيث قد كان للأمين حزب قوي جدا ، وأنصار يستطيع أن يعتمد عليهم ، يعملون من أجله ، وفي سبيل تأمين السلطة له ، وهم : أخواله ، والفضل بن يحيى البرمكي ، وأكثر البرامكة ، إن لم يكن كلهم ، وأمه : زبيدة ، بل والعرب أيضا ، كما سيأتي ..

وإذا ما عرفنا أن هؤلاء هم الذين كانوا يؤثرون على الرشيد كل التأثير ، وكان لهم دور كبير في توجيه سياسة الدولة .. فلسوف نرى أنه كان من الطبيعي أن يضعف الرشيد أمام هذه القوة ، وينصاع لها ، ومن ثم .. لتؤثر مساعيها أثرها ، وتعطي نتيجتها في الوقت المناسب ؛ فيجعل ولاية العهد من بعده لولده الأصغر سنا ، وهو الأمين ، ويترك الأكبر ـ المأمون ـ ، ليكون ولي العهد الثاني بعد الأصغر ..

ولعل تعصب بني هاشم ، وجلالة عيسى بن جعفر قد لعبا دورا كبيرا في فوز الأمين بالمركز الأول في ولاية عهد أبيه الرشيد [١]. هذا عدا عن الدور الرئيسي ، الذي لعبته « زبيدة » في تكريس الأمر لصالح ولدها [٢].

فيحدثنا المؤرخون : أن عيسى بن جعفر بن المنصور ، خال الأمين جاء إلى الفضل بن يحيى ، وهو متوجه إلى خراسان على رأس جيش ، وقال له : « انشدك الله ، لما عملت بالبيعة لابن أختي ؛ فإنه ولدك ، وخلافته لك ، وإن أختي زبيدة تسألك ذلك .. فوعده الفضل أن يفعل ، وعند ما انتصر على الخارجين هناك ، بايع هو ومن معه من القواد والجند لمحمد [٣] ،


[١] ابن بدرون في شرح قصيدة ابن عبدون ص ٢٤٥ ، والإتحاف بحب الاشراف ص ٩٦.

[٢] زهر الآداب طبع دار الجيل ج ٢ ص ٥٨١.

[٣] راجع تفصيل ذلك في : الطبري ج ١٠ ص ٦١١ ، والنجوم الزاهرة ج ٢ ص ٧٦ ، والكامل لابن الأثير ج ٥ ص ٨٨ ، وأشار إلى ذلك أيضا ابن خلدون في تاريخه ج ٣ ص ٢١٨.

اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست