اسم الکتاب : الحلقة الثّالثة في أسلوبها الثّاني المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 211
١ ـ ثبوت الحقيقة
الشرعيّة :
ان التعرف على
ثبوت الحقيقة الشرعية مرهون بثبوت احد الطرق الثلاث السابقة فاذا كان واحد منها
ثابتا فلازم ذلك ثبوتها ، ومن هنا يقع الكلام عن ثبوت الطرق المذكورة.
اما الطريق الاول
ـ وهو تصريح النبي صلىاللهعليهوآله ـ فهو باطل لأمرين :
الأوّل
: انا لا نسلم اصل
تفسير الوضع بتخصيص اللفظ للمعنى بل هو القرن التكويني [١] بينهما ، وعليه فاحتمال حصول الوضع بقول النبي صلىاللهعليهوآله خصصت لفظ الصلاة بالعبادة الخاصة باطل.
الثاني : ان تخصيص
النبي صلىاللهعليهوآله كلمة الصلاة بالعبادة الخاصة لو كان صادرا حقا لنقله التاريخ الينا ، فانه
يسجل بعض القضايا الجزئية الواهية
[١] مرّ في الحلقة
الاولى والثانية ان في تفسير حقيقة الوضع عدة اتجاهات منها :
١ ـ ان الوضع عملية انشائية
يقوم بها الواضع ، فهو يقول : وضعت هذا اللفظ وخصصته لهذا المعنى ، ويرده : ان
عملية الوضع بعد حصولها يصير اللفظ سببا حقيقيا للانتقال الى المعنى فكما ان سببية
النار للاحتراق سببية حقيقية وليست اعتبارية كذلك سببية سماع اللفظ للانتقال الى
المعنى سببية حقيقية ، وما دامت السببية حقيقية فلا يمكن حصولها بالانشاء والاعتبار
فان الذي يمكن حصوله بالانشاء هو الامور الاعتبارية دون الحقيقية ، ومن هنا لا
يمكن حصول البرودة من النار وان اعتبر شخص او اشخاص ذلك الف مرة.
٢ ـ ان الوضع عبارة عن
الاقتران بين اللفظ والمعنى ، فانه متى ما اقترن شيء بآخر مرارا صار ذلك سببا
تكوينيا للانتقال من احدهما الى الآخر ، ولكن بم يحصل الاقتران الذي هو حقيقة
الوضع؟ انه يحصل تارة بكثرة الاستعمال واخرى بسبب قضية مهمة مثل قول الأب للناس
الحضور سمّيت ولدي عليا ، فالاقتران ـ الذي هو الوضع ـ قضية تكوينيّة تحصل بقضية
سابقة وهي قول الاب سميت ولدي عليا.
اسم الکتاب : الحلقة الثّالثة في أسلوبها الثّاني المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 211