اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 98
والمناظرة والمباحثة. ومن أشهر روادها ، الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري ، المتوفى سنه ٤٤٩ هـ (١٠٥٧ م) ، فقد طالما ذكرها وذكر بعض القائمين على أمرها ، وآثر الإقامة بها يوم كان ببغداد.
وكان جماعة من العلماء يهبون مؤلفاتهم لهذه الخزانة [١].
وقد ضمت هذه الخزانة نوادر الكتب وأعلاقها. وفي أيام الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ هـ) كان هو المتعهد بهذه الدار.
لم تعش هذه الخزانة طويلاً. بل لم يتجاوز عمرها سبعين سنة ، لأن الأحداث الجسام التي حلت ببغداد كان لها أسوأ الأثر في هذه الخزانة. قال أبو الفرج بن الجوزي : احترقت بغداد ، الكرخ وغيره وبين السورين ، واحترقت فيه خزانة الكتب التي وقفها أردشير الوزير ، ونهبت بعض كتبها. جاء عميد الملك الكندري فاختار من الكتب خيرها ، وكان بها عشرة آلاف مجلد وأربعمائة مجلد من أصناف العلوم ، منها مائة مصحف بخطوط بني مقلة وكان العامة قد نهبوا بعضها لما وقع الحريق ، فأزالهم عميد الملك وقعد يختارها ، فنُسب ذلك إلى سوء سيره وفساد اختياره. وشتان بين فعله وفعل نظام الملك. الذي عمّر المدارس ودُور العلم في بلاد الإسلام ، ووقف الكتب وغيرها [٢].
وكان السلاجقة الجهلاء وراء حرقها وتدميرها.
٢ ـ خزانة الشريف المرتضى
نقل عن القاضي أبي القاسم التنوخي صاحب الشريف المرتضى
[١] كوركيس عواد / خزائن الكتب القديمة في العراق. (دار العلم ببغداد = خزانة سابور). [٢] المنتظم : حوادث سنة ٤٥١ هـ.
اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 98