اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 84
العلمي تعبيرا عن مجرّد إضافة عددية إلى العلماء الذين سبقوه ، وإنّما كان منطلق رحلة جديدة من تطوّر الفكر الفقهي والأصولي في الإطار الشيعي ، وبالرغم من أنّ طاقات علمية تدريجية ـ مهّدت لهذا المنطلق ـ اندمجت فيه ، من قبيل العطاءات العلمية التي تعاقبت من ابن أبي عقيل ، وابن الجنيد ، والشيخ المفيد ، والسيد المرتضى قدّس اللّه أرواحهم ، فإنّ نبوغ الشيخ الطوسي هو الذي استطاع أن يصبّ كلّ تلك الطاقات في بناء علمي واحد ، ويضيف إليها من عطائه وإبداعه ما هيّأ للعلم أسباب الانتقال إلى مرحلة جديدة من مراحل النموّ والتطوّر» [١].
ملامح المدرسة
١ ـ أولى هذه الملامح : أن الفقه خرج في هذا الدور عن الاقتصار على استعراض نصوص الكتاب ، وما صح من السنّة ، إلى معالجة النصوص ، واستخدام الأصول والقواعد.
وفي هذه المرحلة انقلبت عملية (الاستنباط) إلى صناعة علمية لها اصولها وقواعدها ، وانفصل البحث الأصولي عن البحث الفقهي وأفرد بدراسات ومطالعات خاصة ، وقام البحث الفقهي على نتائج هذه الدراسات
[١] من رسالة السيد الخوئي إلى المؤتمر الألفي الذي عقد في مدينة مشهد المقدّسة بإيران سنة ١٣٨٥ هـ بمناسبة الذكرى الألفية لولادة الشيخ الطوسي 1 والرسالة مطبوعة في بداية الجزء الثاني من أعمال المؤتمر المذكور.
اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 84