اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 77
٣ ـ مدرسة قم والري
يبتدئ هذا العصر من الغيبة الكبرى ، (سنة / ٣٢٩ هـ) إلى النصف الأول من القرن الخامس.
في هذه الفترة انتقلت حركة التدريس والكتابة ، والبحث إلى مدينتي (قم والري) وظهر فيهما شيوخ كبار من اساتذة الفقه كان لهم أكبر الأثر في تطوير (الفقه الشيعي) فقد كانت (قم) منذ أيام الأئمة : حصنا من حصون الشيعة ، وموضع عناية خاصة من أهل البيت :.
وكانت (الري) في هذا التاريخ بلدة عامرة بالمدارس والمكاتب وحافلة بالعلماء والفقهاء والمحدثين [١].
وقد كان أحد أسباب انتقال مدرسة أهل البيت من العراق إلى ايران هو الضغط الشديد الذي كان يلاقيه فقهاء الشيعة وعلماؤهم من قبل العباسيين ، ومن قبلهم الأمويين لاسيّما في زمان السفّاك الحجاج بن يوسف الثقفي ، فقد كانوا يطاردون من يظهر باسم الشيعة بمختلف ألوان الأذى والتهمة. فالتجأ فقهاء الشيعة وعلماؤها إلى قم والري ، ووجدوا في هاتين البلدتين ركنا آمنا يطمئنون إليه لنشر فقه أهل البيت : وحديثهم.
وكانت (قم والري) بعد (سنة / ٣٣٤ هـ) تحت حكومة سلاطين آل بويه ، وعرف آل بويه في التاريخ بنزعتهم الشيعية وولائهم لأهل البيت :.