اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 162
وهذا يبرز بوضوح عظيم تأثير ثورة الحسين 7 في تغذية الروح الثورية ومدها بالعطاء. فما ثورة زيد إلاّ قبس من ثورة جده في كربلاء.
ثورة النفس الزكية وأخيه
هو محمد بن عبداللّه بن الحسن السبط ، المعروف بالنفس الزكية لزهده ونسكه. وكان أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور قد بايعا له بالخلافة أيام التخطيط للثورة ضد الأمويين ، وتحت شعار «الرضا من آل محمد». غير أن العباسيين كانوا يضمرون سرا آخر ، فحرفوا مسير الثورة واستقلوا بها ، فامتنع النفس الزكية وأخوه إبراهيم عن البيعة لهم. ولم تتصد لهم الدولة الجديدة لانشغالها في توطيد أمرها ومواجهة مشكلاتها الأخرى. فلما كانت أيام أبي جعفر الدوانيقي (المنصور) أفرغ اهتمامه لإخضاعهما ، فكانا يفران من مدينة إلى أخرى ويدعوان الناس إلى النصرة ، وفي هذه الاثناء كان المنصور الدوانيقي قد اعتقل أباهما عبداللّه بن الحسن والعديد من العلويين.
وفي سنة ١٤٥ هـ ، حيث توالت الأحداث وطالت المطاردة ، علم المنصور أن النفس الزكية قد عاد إلى المدينة المنورة ، وأخذ البيعة من الناس بالخلافة وتلقب بأمير المؤمنين ، وقد تابعه العديد من القبائل العربية في الحجاز ، وأنفذ دعاته إلى الآفاق ، حتى إن مالك بن أنس قد أفتى بالخروج معه ، فلما قال بعض أهل المدينة : إن في أعناقنا بيعة لأبي جعفر قال : إنّما بايعتم مكرهين وليس على المكره يمين.
لم يكن النفس الزكية يريد إعلان الثورة في هذا الوقت ، حتى يستكمل دعاته في الأمصار مهماتهم ، غير أن جملة الأحداث قد ألجأته إلى هذا تحت
اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 162