اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 147
فيما قد يحدث من اضطهاد وحرمان.
ويقف المتأمل وقفة أُخرى عند قوله : «وأنا أحق من غيَّر» فهو تعبير عن شعوره بدوره التاريخي الذي يتحتم عليه أن يقوم بأدائه.
بواعث الثورة لدى الرأي العام
ولم يكن المغزى الاجتماعي للثورة مدركا من قبل الحسين 7 وحده ، فقد كان المسلمون يحسون بضرورة العمل على تطوير واقعهم السيء إلى واقع أحسن ، أدرك هذا أولئك الذين كتبوا إلى الحسين 7 يطلبون منه القدوم إلى العراق. وأدرك هذا أولئك الذين صبروا أنفسهم على الموت معه.
والذين كتبوا إليه من العراق لم يكونوا أفرادا معدودين ، وإنما كانوا كثيرين جدا. ففي المؤرخين من يقول أن كتب أهل العراق إلى الحسين 7 زادت على مئة وخمسين كتابا [١]. وقال مؤروخون آخرون إنه قد اجتمع عند الحسين 7 في نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق. ونستطيع أن نكوِّن فكرة صحيحة عن ضخامة عدد الكتب التي دعت الحسين 7 إلى القيام بالثورة ، إذا قرأنا هذا الخبر الذي رواه أغلب المؤرخين : وهو أن الحسين 7 لما لقي الحر بن يزيد كان من جملة ما قاله للحر ومن معه : «أما بعد أيها الناس؛ فإنكم إن تتقوا اللّه ، وتعرفوا الحق لأهله ، يكن أرضى للّه ، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم ، والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، وإن أنتم كرهتمونا ، وجهلتم حقنا وكان رأيكم غير