اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 131
البلاط الملكي ، إثر دخول الإمام الرضا 7 البلاط وليا للعهد ، ولو عن كره منه. لقد أدرك مبكرا أن المأمون يدبّر لأمر خطير حين كان يصرّ عليه بقبول ولاية العهد ، أهون ما فيه أن يظهر للناس أن الرضا ما زهد في الدنيا إلاّ بعد أن زهدت فيه؛ وامتنعت عنه ، ولو وجد السبيل إليها لتقبلها بغبطة وسرور. وما زال المأمون يصرّ عليه بقبول ولاية العهد ويهدده بالقتل إن هو أبا ، حتى قبل ذلك ، ولكن على شرط ارتضاه المأمون ، وهو قول الإمام الرضا 7 : «أقبل على أن لا آمر ، ولا أنهى ، ولا أقضي ولا أغير شيئا». فأجابه المأمون إلى ذلك [١].
ولمّا أعيت المأمون الحيل في أمر الرضا اغتاله بالسم [٢].
كما سعى هذا الداهية هو وحاشيته إلى النَّيل من الإمام الجواد 7 ـ بعد أن زوّجه ابنته أم الفضل ليكون تحت رقابتها الدائمة ـ وإسقاطه في أعين الناس ، حيث وصل به خبث السريرة إلى أنّهم أرادوا تقييد الإمام وشدّ وثاقه وسقيه خمرا إلى حدّ الإسكار ، ثمّ إخراجه ـ بعد فكّ وثاقه ـ إلى الناس على تلك الحالة ، ولكنّ اللّه أبطل كيدهم قبيل تنفيذ جريمتهم فزرع في قلوبهم الرعب فامتنعوا عن ذلك خشية من عواقب هذا الأمر على دولتهم في حال انكشاف حقيقته أمام الناس [٣].
المعتصم والواثق : مات المأمون سنة ٢١٨ هـ ، وفيها بويع لأخيه
[١] علل الشرائع ١ : ٢٧٧ ـ ٢٧٨ / ١ باب ١٧٣ ، عيون أخبار الرضا 7 ٢ : ١٣٨ / ٣ باب ٤٠. [٢] مقاتل الطالبيين : ٤٥٧. [٣] رجال الكشي : ٥٦٠ / ١٠٥٨ في ترجمة محمد بن أحمد المحمودي.
اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 131