فلسان الرواية يبيّن أن الخليفة أعدّ
مسبقاً لذلك المجلس جمعاً غفيراً من الفقهاء للحكم في هذه المسألة ، ويبدو
أيضاً أنه اختارهم علىٰ مختلف المشارب والاتجاهات الفقهية والفكرية؛ لأنّ
الوقت آنذاك كان وقت كلام ومساجلات وتعدد في الآراء الفقهية.
دوره
في تفسير القرآن :
من نافلة القول إن الأئمة من أهل البيت
النبوي الطاهر عليهمالسلام
، هم الراسخون في العلم ، المفسرون للقرآن الكريم كما أنزله الله وأراده
حقيقة ، وهم وحدهم العالمون بتأويله ، والدليل علىٰ ظاهره وباطنه. وليس
بدعاً من القول إذا سلّمنا بأنهم عدل القرآن ؛ للنبوي الصحيح المروي في
المدوّنات الحديثية لدى الفريقين سواء بسواء ، ذلك هو حديث : «
إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً »[٢].
إذا علمت هذا ، فينبغي بمن هو عدل
الكتاب وقرينه ، أن يكون عالماً بكل آياته ، ومحيطاً بجميع أسراره ومحكمه ومتشابهه ، ناسخه ومنسوخه ، وهكذا كان أهل البيت عليهمالسلام
قرآناً ناطقاً يهدي للتي هي أقوم ، ويبشّر
[١]
تفسير العياشي ١ : ٣١٩ ـ ٣٢٠ / ١٠٩ طبع طهران بتحقيق السيد هاشم الرسولي المحلاتي.
[٢]
الحديث روي في العديد من المصادر التي لا يمكن حصرها هنا نذكر منها : صحيح مسلم ٤
: ١٨٧٣ / ٢٤٠٨. ومسند أحمد ٥ : ١٨٩. وسنن الدارمي ٢ : ٤٣١ ـ ٤٣٢. ومصنّف ابن أبي شيبة ١١
: ٤٥٢ / ١١٧٢٥. وصحيح الترمذي ٥ : ٦٦٢ / ٣٧٨٦. وللمزيد راجع : دفاع عن الكافي / ثامر
العميدي ١ : ١٤٤ ـ ١٥٣ ففيه تفاصيل عن ألفاظ الحديث وطرقه ودلالاته ومصادره.
اسم الکتاب : الامام محمّد الجواد عليه السلام .. سيرة وتاريخ المؤلف : الحسيني، السيد عدنان الجزء : 1 صفحة : 99