اسم الکتاب : الامام محمّد الجواد عليه السلام .. سيرة وتاريخ المؤلف : الحسيني، السيد عدنان الجزء : 1 صفحة : 5
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيِمْ
مقدِّمة المركز
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وصلّىٰ
الله علىٰ سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين..
وبعد.. فإننا مع الإمام الجواد عليهالسلام سنعيش لأول مرة
ظاهرة مثيرة بحق ، تستوقف النظر وتستحث العقول ، ألا وهي الإمامة المبكرة ، الظاهرة التي نصادفها لأول مرّة في تاريخ أهل البيت عليهمالسلام
، فابن الثامنة من العمر يتولىٰ هنا إمامة المسلمين بكل ما يتعلق بها من
مسؤوليات ومهام ، وما تتطلبه من علم كامل بالشريعة وأحكامها ، ومن الصعب بل
المتعذّر أن يدّعىٰ كل هذا لمن هو في هذه السن ، إلّا أن يكون محاطاً
بعناية إلهية خاصة وقد اصطنعه الله تعالىٰ لهذه المهمة ، وأُعدّ لها
الإعداد التام من قبل.
وهذا ما ينقلنا علىٰ الفور الىٰ
استدعاء البعد المميز لشأن المصطَفَين ودور الاصطفاء في إحداث النقلة
النوعية في الذات الإنسانية ، الأمر الذي يجعل مقارنة المختصّ بهذا
الاصطفاء مع غيره من سائر الناس حتىٰ أصحاب المواهب الخاصة مقارنة فاقدة
لموضوعها ، غير مبرَّرة بحال... وهذا ما يجعل ظاهرة كهذه أمراً طبيعياً ،
في دائرة الإمكان ، وبلا غرابة ، وهذا ما ينقلنا مرّة أخرىٰ الىٰ النماذج
الأسبق في هذه الدائرة ، والذي
باصطحابه ستكون الظاهرة التي اقترنت بالإمام الجواد عليهالسلام
إنّما هي أنموذجاً مكرّراً لظاهرة أسبق تاريخاً ، بكثير ، ففي دائرة
الاصطفاء قد سبقت النبوّة لعيسىٰ ابن مريم في السابعة من عمره بعد أن تكلم
بها في مهده ، ثم سبقت بكل مهماتها ولوازمها لصبيّ ما يزال في بواكير صباه ،
ذلك يحيىٰ بن زكريا عليهماالسلام : (وَآتَيْنَاهُ
الْحُكْمَ صَبِيًّا)..
فلسنا إذن مع أمر ممكن الوقوع فحسب ، بل مع أنموذج مكرر لواقع محقق ، وضمن الدائرة ذاتها ، دائرة الاصطفاء..
اسم الکتاب : الامام محمّد الجواد عليه السلام .. سيرة وتاريخ المؤلف : الحسيني، السيد عدنان الجزء : 1 صفحة : 5