اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 94
الذي
تبسطها ، وظهرك الذي تلتجىء إليه ، وعزك الذي تعتمد عليه ، وقوتك التي تصول بها
» وإمّا ربك ودينك ومبادئك ، فهنا يكون الحق المرّ أو الخيار المرّ .. هذا الاَخ
أم ذاك الربّ؟!!
أي هل يتخذ من أخيه سلاحاً وقوة لمعصية
الله ، أم يتخذ من الله معيناً فيزهد في حق أخيه .. وهذا هو الخانق الذي يجد
الاِنسان نفسه محشوراً فيه في أغلب الاَحيان وخاصة إذا كان في موقع السلطة ، عشيرته
التي ينتمي إليها ، أم مبادؤه التي رفعها شعاراً وهوية وانتساباً ونال بها تلك
السلطة؟! قرابته التي يعيش في عزّها ومنعتها ، أم قيمه التي تدعوه للمواجهة
أحياناً وربما التضحية بهذا الاَخ أو تلك العشيرة أو ذلك الانتساب؟!!
وبكلمة اُخرى ، أين يجب أن يقف الاِنسان
لحظة الصدام بين المبادئ والمصالح؟ وأيُّهما أجدر بالاتّباع؟ حدود الدين مع مافيها
من تضحية بالعاجل على حساب الآجل ، أم قيم العشيرة والحزب والقومية مع مافيها من
مصالح ومنافع عاجلة ولكن على حساب الآخرة ونعيمها؟!
هذا هو المفترق الذي يحار فيه أغلب
الرجال مهما أوتوا من قوة وعزيمة ، وهذا هو الخيار الذي يدعو الاِمام لاتخاذه بلا
تردّد ، وقد اتخذه عليهالسلام
قولاً وفعلاً في العشرات من المواقف وحيث أعطى لله كل مالديه ، وأصرّ أن يعيش
محاصراً مطارداً ملاحقاً مقصياً عن موقعه مهضوماً حقه ، لا معين له إلاّ الله ، ولا
عشيرة إلاّ حدود الله وقيمه وتعاليمه [١].
[١] راجع قولته عليهالسلام المارة الذكر في
كتاب ( الإمام السجاد / حسين باقر : ٦٣ ) والتي جاء فيها
اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 94