اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 44
قائلاً ( ياحسين ألا
تتقي الله : تخرج من الجماعة وتفرّق بين هذه الاُمة ) [١].
وأكثر من ذلك حين يواجه المرء نداءات
تخرج من هنا وهناك في أرض المعركة ، تقول ( الزموا طاعتكم ولا ترتابوا في قتل من
مرَقَ من الدين وخالف إمام المسلمين ) وفي رواية اُخرى ( أمير المؤمنين ) [٢].
وحين يسمع عفوية ذلك الشيخ الكبير الذي
لا يعرف من الامور شيئاً ، فراح يواجه السبايا عند دخولهم الشام بقوله : ( الحمدُ
لله الذي أهلككم وقتلكم وأراح البلاد من رجالكم وأمكنَ منكم أمير المؤمنين يزيد ) [٣].
تكون الرزية أكبر على الاِمام السجاد عليهالسلام ، ويكون نشيجه هو
المتنفّس الوحيد للتعبير عن الاَلم والمرارة ، وهو تحت مخالب اللئام وصليل سيوفهم
وقعقعة رماحهم.
المواجهة أو الصبر :
في هذا الجو الاِعلامي الماكر ، ومن هذا
الفضاء الملبّد بكل تهويمات التضليل ، والتكتم والتعتيم على أعظم ثائر وأعظم ثورة
أرادت أن تعيد الحق إلى نصابه ، وتستنهض الضمائر الميّتة وبتضحية قلّ نظيرها في
التاريخ البشري انتصاراً للدين المضيّع والحدود المستباحة ، كان على الاِمام
السجاد أن ينتهج أحد خيارين :
[١] راجع : تاريخ
الطبري ٤ : ٢٨٩ ، والقول هذا منسوب إلى يحيى بن سعيد الذي أرسله أمير مكة لاِرجاع
الحسين وثنيه عن التوجه إلى العراق.