اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 19
وواسى الرجال الصالحين بنفسه
وفارق مثبوراً وخالف مجرما
فإن عشتُ لم أندم وإن متُّ لم أُلم
كفى بك ذلاًّ أن تعيش وتُرغما
كلّ ذلك وغيره كثير يختزنه الإمام السجاد ويطوي
عليه قلبه وضلوعه ، إذ لم يتسنَّ له أن يبذل مهجته ، لجرحٍ أصابه ، فأخرجه من
المعركة ، أو مرضٍ شديد أقعده عن المساهمة فيها ، فيحمل تلك المشاهد والكلمات
ليصبح بعد ذلك ناطقاً رسمياً بما شاهده واطّلع عليه ، ويكون المرجع الرئيس
المُنتدب لاِتمام المهمة التي استشهد من أجلها أبوه الإمام الحسين عليهالسلام ، والتي لم تنته
باستشهاده ، بل إنّها بدأت بعد ذلك مباشرة فعلاً.
وحين نقول ذلك ونؤكد أن مصرع الإمام
الحسين عليهالسلام
هو الحدث التاريخي الاَكبر الذي أدى إلى بلورة الاتجاه الصحيح في الاِسلام ، وقاد
ثورته التصحيحية فعلاً ، فان دور الإمام السجاد عليهالسلام
يأتي الاَكثر تجلياً في ريادة مشروع هذه الثورة واستكمال فصولها وتجلية مفرداتها
وشرح أبعادها ورسم المعالم الحقيقية للخط الاِسلامي المحمدي الاَصيل.
المحطة الثانية : في الكوفة والشام :
نعم ، في معسكر الاَعداء ، وفي أسر
الخصوم ، في الكوفة ومجلس أميرها ، وفي الشام وأمام مليكها والتي لا يقل الموقف
البطولي فيها عن ميدان الوغى وحومة الصراع ، يستحضر الإمام السجاد عليهالسلام مصارع إخوته وأبناء
عمومته ، فيقف شامخاً في قصر الاِمارة بالكوفة مع عمّته زينب
اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 19