اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 12
استمرت إمامته أربعةً وثلاثين سنة ، عاصر
فيها مُلك يزيد بن معاوية ، ومروان بن الحكم ، وعبدالملك بن مروان ، وتوفي مسموماً
ـ حسب أكثر الروايات التاريخية ـ في عهد الوليد بن عبدالملك بن مروان [١] ، وذلك في النصف الاَول من شهر محرم
الحرام سنة خمس وتسعين للهجرة ، وقيل قبل ذلك أو بعده بقليل ...
عاش حوالي سبعاً وخمسين عاماً ، قضى بضع
سنين منها في كنف جدّه علي بن أبي طالب عليهالسلام
ثم نشأ في مدرسة عمّه الحسن وأبيه الحسين عليهماالسلام
سبطي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، واستقى علومه من هذه المصادر الطاهرة.
برز على الصعيد العلمي والديني ، إماماً
في الدين ومناراً في العلم ، ومرجعاً ومثلاً أعلى في الورع والعبادة والتقوى حتى
سلّم المسلمون جميعاً في عصره بأنّه أفقه أهل زمانه وأورعهم وأتقاهم ... فقال
الزهري ، وهو من معاصريه : « ما رأيتُ قرشياً أفضل منه » ، وقال سعيد بن المسيّب
وهو من معاصريه أيضاً : « ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين » ، وقال الإمام مالك
: « سمي زين العابدين لكثرة عبادته » ، وقال سفيان بن عيينة « ما رأيت هاشمياً
أفضل من زين العابدين ولا أفقه منه » ، وعدّه الشافعي أنّه : « أفقه أهل المدينة
».
وقد اعترف بهذه الحقيقة حكام عصره من
بني أمية أنفسهم ، رغم ما بينه وبينهم من عداوة وخصومة ، فقال له عبدالملك بن
مروان يوماً : « لقد أوتيت من العلم والدين والورع مالم يؤته أحد مثلك قبلك إلاّ
من مضى