اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 109
مقاطعها انفعالاً
وشططاً.
الثاني
: هو قيام الاِمام السجاد عليهالسلام
بأداء دور كان لابدّ له أن يؤديه ، لكي يُبعد عن أذهان الاَمويين المتربصين به
ارتباطه بهذا الثائر العظيم ، وبالتالي تبرير استهدافه وقتله من قبلهم ، أو السماح
لهم بتسويغ هذا الفعل ، أي منحهم التبرير لذلك ، قبل إتمام أهدافه واستكمال المهمة
التي يريد أن يأتي إلى آخر مشوارها أو آخر شوطٍ فيها.
الثالث
: عدم تحمّله عليهالسلام
مسؤولية الاِسراف في القتل الذي يُرافق الثورات الانتقامية أو الثأرية عادةً ، وخاصة
تلك البعيدة عنه ، والتي لم ينسّق رجالها معه لا في الاِعداد ولا في التنفيذ ...
ومن هنا كان موقفه المعروف من المختار
حين جزّاه خيراً من جهة ، ولكنه رفض استلام أمواله أو قبول بيعته من جهة اُخرى ، كما
تقول الروايات التاريخية .. [١].
وهذا ما أراد تثبيته فعلاً من مواقف في
ثورات اُخرى ، كان لا ينبغي أن تحسب عليه مقاطع الحرق والتعذيب وقطع الرؤوس
والتمثيل بالاَجساد والشماتة ، وما إلى ذلك.
يوماً قط منذ قُتل
أبوه إلاّ في ذلك اليوم ، وأنّه كان له إبل تحمل الفاكهة من الشام ، فلما أتى برأس
عبيدالله بن زياد أمر بتلك الفاكهة ، ففرّقت في أهل المدينة ، وامتشطت نساء رسول
الله واختضبن ، وما امتشطت امرأة ولا اختضبت منذ قتل الحسين بن علي ... ) ويضيف
المصدر نفسه في نفس الصفحة : ( أنّ المختار تتبع قتلة الحسين ، فقتل منهم خلقاً
عظيماً ، حتى لم يبقَ منهم أحد ، وقُتل عمر بن سعد وغيره ، وحُرّق بالنار ، وعذّب
بأصناف العذاب .. ).
[١] مناقب آل أبي
طالب ٤ : ١٥٧. ومروج الذهب ٣ : ٨٣. ورجال الكشي : ١٢٦ رقم ٢٠٠.
اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 109