responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام ينابيعه مناهجه غاياته المؤلف : محمد أمين زين الدين    الجزء : 1  صفحة : 344

وان استبانة مناهج الله المشروعة لاصلاح هذا المخلوق وتزكية ملكاته وتنمية مواهبه ، وتقويم غرائزه وطباعه ، وتوجيه قواه وطاقته ، ان استبانة هذه المناهج واستيضاح دقائقها واكتشاف ينابيع العدل وروافد القوة فيها. ان العلم بذلك حق العلم يفتقر الى دراسة هذا الانسان من شتى نواحيه وشتى أطواره وشتى علائقه ، ودراسة نواميس الكون التي تحكمه ، وانظمة الحياة التي تسوده ، وقوانين الطبيعة التي تشمله ، ومقادير الضرورات التي تحدق به والطواريء التي تنتابه ، يفتقر الى دراسة كل هذه المناحي من الانسان ومن بيئته الطبيعية دراسة دقيقة مستوعبة ، ليعلم بعد ذلك دقة الحكمة في هذه المناهج ، ومبلغ العدل في ملاحظاتها ومرامي التشريع فيها.

وان إسعاد البشر والارتفاع بمكانته ، والتحليق بفرده ومجتمعه الى المنزلة السابقة الكريمة التي أهل لها لما استخلف في هذه الأرض واستعمر فيها.

لما جعل السيد المطاع والرئيس المرموق على ظهر هذا الكوكب.

لما أودعت فيه هذه النفخة من روح الله وهذه القبسة من نوره.

لما كرمه الله وحمله في البر والبحر ورزقه من الطيبات ، وفضله على كثير مِمَّن خلق تفضيلا.

إن إسعاد البشر والارتفاع به الى المنزلة الخطيرة يفتقر الى تفقيهه أسرار الحياة وتبصيره مدارج الرقي فيها ، ووضع يده على مفاتيح كنوزها ومقاليد رموزها. وهذا ما دأب فيه الدين وبذل له أقصى جهده ، وأناط به وفرة كبيرة من تعاليمه.

وبعد فان الحركة في الحياة لتند وتشذ ، وان القوى المحركة لها لتخرج عن

اسم الکتاب : الاسلام ينابيعه مناهجه غاياته المؤلف : محمد أمين زين الدين    الجزء : 1  صفحة : 344
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست