وأمّا الثّانى : ففى النّبوىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : تعلّموا الفرائض ، وعلّموها النّاس ، فإنّي إمرأ مقبوض ، وإنّ العلم سيقبض ، وتظهر الفتن حتّى يختلف الرجلان في فريضة ، لا يجدان من يفصّل بينهما. [١]
وذلك لابتناء مسائل الفرائض على اصول غير عقليّة وعدم اشتمال القرآن على جميعها ، ولأهل البيت فيها اصول باينوا بها سائر الفرق ، وهم أدرى بما في البيت.
وعن ابن مسعود : علّموه ، بدل علموها ، ويقضى بدل يفصّل ، والأمر هيّن.
وإلى هذا أشار الشّيخ حرّ العاملىّ بقوله :
علم المواريث الّتي قد شاعا
شريف قدر علمها وذاعا
وقال فيها مصطفى ما قالا
كم عنه فيها نقلوا مقالا
كقوله عنها تعلّموها
وبعده للنّاس علّموها
فإنّها أوّل ما ينتزع
من علم امّتى ولا يرتجع
وإنّه سيقبض العلم فلا
ترون من يحسنها بين الملأ
حتّى يموت الميّت عن إرث فلا
يوجد من يقسمه محصّلا
وقوله :
تعلّموها إنّها من دينكم
كذا روى أهل النّهى
وغيره من الأحاديث أتى
وبين أهل الفضل حقّا ثبتا
وفيه أيضا : تعلّموا الفرائض ، فإنّها من دينكم ، وإنّها نصف العلم ، و