responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمان من أخطار الأسفار والأزمان المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 55

الله عليه وآله كان إذا سافر حمل معه خمسة أشياء : المرآة ، والمكحلة ، والمدرى[١] ، والمسواك والمشط ـ وفي رواية أخرى ـ والمقراض [٢].

أقول : واعلم أن اتخاذ الآلات في الأسفار إنما هي بحسب حال ذلك السفر ، وبحسب حال الإنسان ، وبحسب الأزمان ، فإن سفر الصيف ما هو مثل سفر الشتاء ، وسفر الضعفاء ما هو كسفر الأقوياء ، ولا سفر الفقراء كسفر الأغنياء ، ولكل إنسان حال في أسفاره ، يكون بحسب مصلحته ومساره ويساره.

والمهم في حمل الآلات ، واتخاذ الرفقاء في الطرقات ، أن يكون قصد المسافر بهذه الأسباب ، امتثال أوامر سلطان الحساب ، والعمل بمراسم الآداب ، وحفظ النفس على مولاها ، الذي خلقها له في دنياها واخراها.

أقول : وإياه أن يتعلق قلبه عند الاستعداد بالعدة والأجناد ، مع ترك التوكل على سلطان الدنيا والمعاد ، فيكون كما قال الله جل جلاله : ( ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) [٣] ولا يعتمد على ألآلات ، اعتماد فارغ القلب من الخالق لها والمنعم بها ، والقادر على أن يغني عن كثير منها ، بل يكون القلب متعلقاً على الله ـ جل جلاله ـ ومشغولاً به ـ جل جلاله ـ عنها ، ليكون كما قال جل جلاله : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره ) [٤] فيقوي الله ـ جل جلاله ـ قلبه ، ويشد أزره ، ويكمل نصره.

الفصل الثالث : فيما نذكره من إعداد الطعام للأسفار ، وما يتصل به من الآداب والأذكار.

روينا بإسنادنا إلى أحمد بن محمد بن خالد البرقي من كتاب (المحاسن) بإسناده إلى أبي عبدالله 7 (عن آبائه : ، عن أمير المؤمنين 7) [٥]


[١] المدرى : المشط. «القاموس المحيط ـ درى ـ ٤ : ٣٢٧».

[٢] أخرجه المجلسي في البحار ٧٦ : ٢٣٩ / ٢١.

[٣] التوبة ٩ : ٢٥.

[٤] الطلاق ٦٥ : ٣.

[٥] ليس في المصدر.

اسم الکتاب : الأمان من أخطار الأسفار والأزمان المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست