اسم الکتاب : الأمان من أخطار الأسفار والأزمان المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 133
نعمتك) [١] وادفع عنا نحوس هذا المكان وضره وبؤسه وأكداره وأخطاره ، وكمل [٢] لنا سعوده وخلوده ومساره ومباره ، وأدخلنا إليه مدخل صدق ، وأقمنا به مقام صدق ، وأخرجنا منه مخرج صدق ، واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا ، وكن لنا على الدهر ظهيراً ، ومن كل سوء مجيراً ، وهب لنا في الدنيا إنعاماً كثيراً ، وفي الاخرة نعيماً وملكاً كبيراً ، وابدأ في هذا الدعاء وهذا الرجاء ، بمن يرضيك البدأة به من أهل الاصطفاء والاجتباء ، واجعلهم من الوسائل لنا إليك ، في كل ما عرضناه أو نعرضه عليك ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
الفصل الرابع والعشرون : فيما نذكره من اختيار مواضع النزول ، وما يفتح علينا من المعقول والمنقول.
إعلم أن اختيار موضع النزول ينبغي أن يكون في موضع قريب من الماء للطهارات ، والشرب والضرورات ، وفيه ما يحتاج إليه الأصحاب والدواب من المهمات ، وأن يكون في وسط القوم الذين صحبتهم لخفارتك وحفظ حرمتك ، وتجعل الليل إن كان الوقت ليلاً مقسماً بينهم يحفظ كل منهم بقدر حصته من ليلته ، وليس ذلك مخالفاً للتوكل على الله ـ جل جلاله ـ وعلى حفظه وحراسته.
فصل : فقد روينا أن النبي 9 كان له من صحابته من يحفظه في سفره من أهل عداوته ، إلى أن نزل قوله جل جلاله (وآلله يعصمك من النّاس )[٣] فترك الاحتراس بالناس.
فمن الرواية في تحفظه 7 في سفره ما نذكر معناه ، لأن الغرض من ذلك الاقتداء به صلوات الله عليه واله والتعريف بأفعاله.
رأينا وروينا من بعض تواريخ أسفاره ـ عليه أفضل الصلوات ـ أنه كان قد قصد قوماً من أهل الكتاب قبل دخولهم في الذمة ، فظفر منهم بامرأة قريبة العرس
[١] في «ش» : نعمتك وفوائد رحمتك. [٢] في «ش» : وأكمل. [٣] المائدة ٥ : ٦٧.
اسم الکتاب : الأمان من أخطار الأسفار والأزمان المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 133