responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمان من أخطار الأسفار والأزمان المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 108

الألباب ، قد تبادروا إلى ركوب الدواب ، ولسان حالهم يشهد عليهم أنهم غافلون عن رب الأرباب. فقلت لهم : لو أن هذه الدواب تكلمت وقالت لكم : إنما سخرت لكم لأجل ما وهبكم الله تعالى من العقول ، وشرفكم به من التكليف المقبول ، فإذا كنتم قد اطرحتم في ركوبي حكم العقل وأدب النقل ، وركبتم بالطبع والغفلات ، فقد صرتم مثلي في سلوك الطرقات ، فينبغي في العدل والانصاف ، أن تجروا أنفسكم مجرى الدواب ، وتركبوني تارة وأركب عليكم تارة ، وإلا فأنا ماسخرت لأمثالكم ممن قد عزل الله ـ جل جلاله ـ عن ربوبيته ، وأسقط حق نعمته. وعرفتهم ما حضرني من كيفية السفر الذي يكون طاعة للمراضي الالهية.

فصل : وحيث قد ذكرنا حديث الدواب ، فلنذكر بعض ما روي في ابتداء وجودها :

فذكر محمد بن صالح ـ مولى جعفر بن سليمان ـ في كتاب (نسب الخيل) في حديث عن ابن عباس : أن إسماعيل 7 لما بلغ أخرج الله له من البحر مائة فرس ، فأقامت ترعى بمكة ماشاء الله ، ثم أصبحت على بابه (فرسنها وانتتجها) [١] وركبها.

وروي في حديث اخرعن مسلم بن جندب : أن أول من ركب الخيل اسماعيل 7 [٢].

وأما الدعاء عند ركوب الدواب ، فإنه كثير في كتب الآداب ، لكنا نذكر منه ما يسهل حفظه أو ما لا يحسن الغفول عنه ، فنقول : روينا من كتاب (المحاسن) المشار إليه ، بإسناده عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ; قال : أمسكت لأمير المؤمنين 7 بالركاب ، وهو يريد أن يركب ، فرفع رأسه ثم تبسم ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، رأيتك قد رفعت رأسك وتبسمت [٣]. فقال : «نعم يا أصبغ ، أمسكت لرسول الله 9 كما أمسكت لي ، فرفع رأسه وتبسم ، ثم سألته كما


[١] في «ش» : وسرجها والجمها.

[٢] أخرجه في البحار ٦٤ : ١٥٣ / ٣ و ٤ ، من «فذكر محمد بن صالح ...».

[٣] في «ش» زيادة : ففيم ذلك.

اسم الکتاب : الأمان من أخطار الأسفار والأزمان المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست