اسم الکتاب : الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 239
وإلاّ فلا ، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمناً من عذاب جهنّم يوم القيامة. قال قتادة : لا جرم واللّه لا فسرتها إلاّ هكذا.
فقال أبو جعفر 7 : ويحك يا قتادة ، إنما يعرف القرآن من خُوطب به»[١].
وهنا يحصر الإمام أبو جعفر 7 ، معرفة الكتاب العزيز تفسيراً وتأويلاً وعلى درجة الكمال بالمعصومين من أهل البيت : دون سواهم ، باعتبارهم المخاطبين الذين نزل الكتاب في بيوتهم ، وعليه لا يجوز تفسير القرآن بغير علم ، وهو المستفاد من قوله 7 : «فإن كنت تفسره بعلم ، فأنت أنت» ، وقوله 7 : «ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : اللّه أعلم ، ان الرجل لينزع بالآية من القرآن يخر فيها أبعد من السماء» [٢]. لأن التفسير الخالي من الدليل العلمي الواضح والبرهان القطعي يعتمد على الظن الذي لا يغني عن الحقّ شيئاً.
حجم تراثه التفسيري
أما من حيث حجم التفسير المأثور عن الإمام الباقر 7 ، فقد ترك تراثاً هائلاً من الروايات والأخبار التي تدخل في باب التفسير ، ويشكل هذا التراث أهم عناصر التفاسير الأثرية ، مثل تفسير فرات الكوفي ، والعياشي ، وعلي بن ابراهيم القمي.
وأورد تفسيره للآيات علماء التفسير على اختلاف مشاربهم وأطيافهم الشيء الكثير ، كالطبري وسفيان الثوري والثعلبي والبغوي وابن كثير والشوكاني والسيوطي والنقاش والزمخشري وغيرهم.