فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ، مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ، وَ إِنَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) هَادِيكَ وَ مُعَلِّمُكَ، وَ حَقٌّ لَكَ أَنْ تَعِيَ، لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقِي وَ مِيثَاقَكَ وَ مِيثَاقَ شِيعَتِكَ وَ أَهْلِ مَوَدَّتِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهُمْ شِيعَتِي وَ ذَوُو مَوَدَّتِي، وَ هُمْ ذَوُو الْأَلْبَابِ، يَا عَلِيُّ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُنْزِلَهُمْ فِي جَنَّاتِهِ، وَ يُسْكِنَهُمْ مَسَاكِنَ الْمُلُوكِ، وَ حَقٌّ لَهُمْ أَنْ يَطِيبُوا.
1266- 2- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَقِيلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ تَعَزَّى عَنِ الدُّنْيَا بِثَوَابِ الْآخِرَةِ فَقَدْ تَعَزَّى عَنْ حَقِيرٍ بِخَطِيرٍ، وَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ مَنْ عَدَّ فَائِتَهَا سَلَامَةً نَالَهَا، وَ غَنِيمَةً أُعِينَ عَلَيْهَا.
1267- 3- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ يَاسِينِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ التَّمِيمِيُّ الْعَابِدُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَيِّدِي أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ ابْنَ الرِّضَا (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) بِسُرَّمَنْرَأَى، يَقُولُ: الْغَوْغَاءُ قَتَلَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَ الْعَامَّةُ اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَمَى، مَا رَضِيَ اللَّهُ لَهُمْ أَنْ شَبَّهَهُمْ بِالْأَنْعَامِ حَتَّى قَالَ:
«بَلْ هُمْ أَضَلُّ»[1].
1268- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجَاءُ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَبَرْتَائِيُّ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ سَعْدَانَ الْكَاتِبُ بِسُرَّمَنْرَأَى، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: أَرَدْتُ سَفَراً، فَأَوْصَانِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ فِي وَصِيَّتِهِ: إِيَّاكَ يَا بُنَيَّ أَنْ تُصَاحِبَ الْأَحْمَقَ أَوْ تُخَالِطَهُ وَ اهْجُرْهُ وَ لَا تُحَادِثْهُ، فَإِنَّ الْأَحْمَقَ هُجْنَةٌ[2] غَائِباً كَانَ أَوْ حَاضِراً، إِنْ تَكَلَّمَ فَضَحَهُ حُمْقُهُ، وَ إِنْ سَكَتَ قَصَرَ بِهِ عِيُّهُ، وَ إِنْ
[1] سورة الفرقان 25: 44.
[2] الهجنة في الكلام: العيب و القبح، و في العلم: إضاعته.