responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 559

وَ هُوَ عَيْبَةُ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ مَنْ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):" أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ، وَ عَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْمَدِينَةَ مِنْ بَابِهَا" كَمَا أَمَرَ اللَّهُ فَقَالَ:

«وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها»[1].

وَ هُوَ مُفَرِّجُ الْكَرْبِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي الْحُرُوبِ، وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ وَ صَدَّقَهُ وَ اتَّبَعَهُ، وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ صَلَّى، فَمَنْ أَعْظَمُ فِرْيَةً عَلَى اللَّهِ وَ عَلَى رَسُولِهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، مِمَّنْ قَاسَ بِهِ أَحَداً أَوْ شَبَّهَ بِهِ بَشَراً!.

1173- 9- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ، قَالَ: لَمَّا وَادَعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) مُعَاوِيَةَ، صَعِدَ مُعَاوِيَةُ الْمِنْبَرَ، وَ جَمَعَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ، وَ قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَآنِي لِلْخِلَافَةِ أَهْلًا وَ لَمْ يَرَ نَفْسَهُ لَهَا أَهْلًا، وَ كَانَ الْحَسَنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَسْفَلَ مِنْهُ بِمِرْقَاةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ، قَامَ الْحَسَنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَحَمِدَ اللَّهَ (تَعَالَى) بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمُبَاهَلَةَ فَقَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنَ الْأَنْفُسِ بِأَبِي، وَ مِنَ الْأَبْنَاءِ بِي وَ بِأَخِي، وَ مِنَ النِّسَاءِ بِأُمِّي وَ كُنَّا أَهْلَهُ، وَ نَحْنُ لَهُ، وَ هُوَ مِنَّا وَ نَحْنُ مِنْهُ.

وَ لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ التَّطْهِيرِ جَمَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي كِسَاءٍ لِأُمِّ سَلَمَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) خَيْبَرِيٍّ، ثُمَّ قَالَ:" اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَ عِتْرَتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً" فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي الْكِسَاءِ غَيْرِي وَ أَخِي وَ أَبِي وَ أُمِّي، وَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُجْنِبُ فِي الْمَسْجِدِ وَ يُولَدُ لَهُ فِيهِ إِلَّا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَبِي، تَكْرِمَةً مِنَ اللَّهِ (تَعَالَى) لَنَا، وَ تَفْضِيلًا مِنْهُ لَنَا.

وَ قَدْ رَأَيْتُمْ مَكَانَ مَنْزِلِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ أَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ فَسَدَّهَا، وَ تَرَكَ بَابَنَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ:" أَمَا إِنِّي لَمْ أَسُدَّهَا وَ أَفْتَحُ بَابَهُ، وَ لَكِنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) أَمَرَنِي أَنْ أَسُدَّهَا وَ أَفْتَحَ بَابَهُ".

وَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ زَعَمَ لَكُمْ أَنِّي رَأَيْتُهُ لِلْخِلَافَةِ أَهْلًا وَ لَمْ أَرَ نَفْسِي لَهَا أَهْلًا، فَكَذَبَ‌


[1] سورة البقرة 2: 189.

اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 559
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست