responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 529

وَجْهَ اللَّهِ (تَعَالَى).

يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ مَا دُمْتَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّكَ تَقْرَعُ بَابَ الْمَلِكِ، وَ مَنْ يُكْثِرْ قَرْعَ بَابِ الْمَلِكِ يُفْتَحْ.

يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ إِلَّا تَنَاثَرَ عَلَيْهِ الْبِرُّ مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْعَرْشِ، وَ وُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ يُنَادِي: يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ فِي صَلَاتِكَ وَ مَنْ تُنَاجِي مَا سَئِمْتَ وَ لَا الْتَفَتَّ.

يَا أَبَا ذَرٍّ، طُوبَى لِأَصْحَابِ الْأَلْوِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَحْمِلُونَهَا فَيَسْبِقُونَ النَّاسَ إِلَى الْجَنَّةِ، أَلَا وَ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالْأَسْحَارِ وَ غَيْرِهَا.

يَا أَبَا ذَرٍّ، لَا تَجْعَلْ بَيْتَكَ قَبْراً، وَ اجْعَلْ فِيهِ مِنْ صَلَاتِكَ يُضِي‌ءُ بِهَا قَبْرُكَ.

يَا أَبَا ذَرٍّ، الصَّلَاةُ عَمُودُ الدِّينِ وَ اللِّسَانُ أَكْبَرُ، وَ الصَّدَقَةُ تَمْحُو الْخَطِيئَةَ وَ اللِّسَانُ أَكْبَرُ.

يَا أَبَا ذَرٍّ، الدَّرَجَةُ فِي الْجَنَّةِ فَوْقَ الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ، وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَرْفَعُ بَصَرَهُ فَيَلْمَعُ لَهُ نُورٌ يَكَادُ يَخْطِفُ بَصَرَهُ، فَيَفْرَحُ فَيَقُولُ: مَا هَذَا فَيُقَالُ: هَذَا نُورُ أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ. فَيَقُولُ: هَذَا أَخِي فُلَانٌ، كُنَّا نَعْمَلُ جَمِيعاً فِي الدُّنْيَا، وَ قَدْ فُضِّلَ عَلَيَّ هَكَذَا! فَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ أَفْضَلَ مِنْكَ عَمَلًا، ثُمَّ يُجْعَلُ فِي قَلْبِهِ الرِّضَا حَتَّى يَرْضَى.

يَا أَبَا ذَرٍّ، الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ، وَ مَا أَصْبَحَ فِيهَا مُؤْمِنٌ إِلَّا وَ هُوَ حَزِينٌ، وَ كَيْفَ لَا يَحْزَنُ الْمُؤْمِنُ وَ قَدْ أَوْعَدَهُ اللَّهُ أَنَّهُ وَارِدٌ جَهَنَّمَ وَ لَمْ يَعِدْهُ أَنَّهُ صَادِرٌ عَنْهَا! يَا أَبَا ذَرٍّ، وَ مَنْ أُوتِيَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يَعْمَلُ بِهِ لَحَقِيقٌ أَنْ يَكُونَ أُوتِيَ عِلْماً لَا يَنْفَعُهُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) بِهِ، لِأَنَّ اللَّهَ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) نَعَتَ الْعُلَمَاءَ فَقَالَ: «إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى‌ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً» إِلَى قَوْلِهِ: «يَبْكُونَ»[1].

يَا أَبَا ذَرٍّ، مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُبْكِيَ قَلْبَهُ فَلْيُبْكِ، وَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيُشْعِرْ قَلْبَهُ الْحُزْنَ‌


[1] سورة الإسراء 17: 107- 109.

اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 529
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست