responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 480

وَ أَنَا رَجُلٌ تُسْرِعُ إِلَيَّ الْأَلْسُنُ، فَسَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ. فَقَالَ: مَا أَتَيْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا لِأَسْتَفِيدَ مِنْكَ خَيْراً.

قَالَ: يَا سُفْيَانُ، إِنِّي رَأَيْتُ الْمَعْرُوفَ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِثَلَاثٍ: تَعْجِيلِهِ، وَ سَتْرِهِ، وَ تَصْغِيرِهِ، فَإِنَّكَ إِذَا عَجَّلْتَهُ هَنَّأْتَهُ، وَ إِذَا سَتَرْتَهُ أَتْمَمْتَهُ، وَ إِذَا صَغَّرْتَهُ عَظُمَ عِنْدَ مَنْ تُسْدِيهِ إِلَيْهِ.

يَا سُفْيَانُ، إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى أَحَدٍ بِنِعْمَةٍ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ)، وَ إِذَا اسْتَبْطَأَ الرِّزْقَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ، وَ إِذَا أَحْزَنَهُ أَمْرٌ قَالَ: لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

يَا سُفْيَانُ، ثَلَاثٌ أَيُّمَا ثَلَاثٍ! نِعْمَتِ الْهَدِيَّةُ، نِعْمَتِ الْعَطِيَّةُ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا الْمُؤْمِنُ فَيَنْطَوِي عَلَيْهَا حَتَّى يُهْدِيهَا إِلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ.

وَ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): الْمَعْرُوفُ كَاسْمِهِ، وَ لَيْسَ شَيْ‌ءٌ أَعْظَمَ مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا ثَوَابُهُ، وَ لَيْسَ كُلُّ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ يَصْنَعُهُ، وَ لَا كُلُّ مَنْ يَرْغَبُ فِيهِ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَ لَا كُلُّ مَنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ يُؤْذَنُ لَهُ فِيهِ، فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الرَّغْبَةُ وَ الْقُدْرَةُ وَ الْإِذْنُ فَهُنَالِكَ تَمَّتِ السَّعَادَةُ لِلطَّالِبِ وَ الْمَطْلُوبِ إِلَيْهِ.

1049- 18- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ بِسُرَّمَنْ‌رَأَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) وَ أَمَرَ بِفُرُشٍ فَطُرِحَتْ إِلَى جَانِبِهِ فَأَجْلَسَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ بِمُحَمَّدٍ، عَلَيَّ بِالْمَهْدِيِّ، يَقُولُ ذَلِكَ مِرَاراً، فَقِيلَ لَهُ: السَّاعَةَ يَأْتِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا يَحْبِسُهُ إِلَّا أَنَّهُ يَتَبَخَّرُ.

فَمَا لَبِثَ أَنْ وَافَى وَ قَدْ سَبَقَتْهُ رَائِحَتُهُ، فَأَقْبَلَ الْمَنْصُورُ عَلَى جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، حَدِيثٌ حَدِّثْنِيهِ فِي صِلَةِ الرَّحِمِ اذْكُرْهُ يَسْمَعْهُ الْمَهْدِيُّ، قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ رَحِمَهُ وَ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُ سِنِينَ، فَيُصَيِّرُهَا اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَ يَقْطَعُهَا وَ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَيُصَيِّرُهَا ثَلَاثَ سِنِينَ، ثُمَّ تَلَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ):

اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 480
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست