responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 38

الْمُصِيبَاتُ، وَ مَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ.

وَ الْيَقِينُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ، وَ تَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ، وَ مَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ، وَ سُنَّةِ الْأَوَّلِينَ، فَمَنْ تَبَصَّرَ فِي الْفِطْنَةِ تَبَيَّنَ الْحِكْمَةَ، وَ مَنْ تَبَيَّنَ الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ، وَ مَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ عَرَفَ السُّنَّةَ، وَ مَنْ عَرَفَ السُّنَّةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الْأَوَّلِينَ.

وَ الْعَدْلُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى غَامِضِ الْفَهْمِ، وَ عِمَارَةِ الْعِلْمِ، وَ زَهْرَةِ الْحُكْمِ، وَ رَوْضَةِ الْحِلْمِ، فَمَنْ فَهِمَ نَشَرَ جَمِيلَ الْعِلْمِ، وَ مَنْ عَلِمَ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحِكَمِ، وَ مَنْ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحِكَمِ لَمْ يَضِلَّ، وَ مَنْ حَلُمَ لَمْ يُفْرِطْ [فِي‌] أَمْرِهِ، وَ عَاشَ فِي النَّاسِ حَمِيداً.

وَ الْجِهَادُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ الصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ، وَ شَنَآنِ الْفَاسِقِينَ، فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ، شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ، وَ مَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أَنْفَ الْكَافِرِ، وَ مَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ، وَ مَنْ شَنَأَ الْفَاسِقِينَ غَضِبَ لِلَّهِ، وَ مَنْ غَضِبَ لِلَّهِ تَعَالَى فَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً، فَهَذِهِ صِفَةُ الْإِيمَانِ وَ دَعَائِمُهُ.

فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ: لَقَدْ هَدَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَرْشَدْتَ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الدِّينِ خَيْراً.

41- 10- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَيُّ الْفُصُوصِ أَفْضَلُ أُرْكِبُهُ عَلَى خَاتَمِي فَقَالَ: يَا بَشِيرُ، أَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْعَقِيقِ الْأَحْمَرِ وَ الْعَقِيقِ الْأَصْفَرِ وَ الْعَقِيقِ الْأَبْيَضِ، فَإِنَّهَا ثَلَاثَةُ جِبَالٍ فِي الْجَنَّةِ: فَأَمَّا الْأَحْمَرُ فَمُطِلٌّ عَلَى دَارِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ أَمَّا الْأَصْفَرُ فَمُطِلٌّ عَلَى دَارِ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ)، وَ أَمَّا الْأَبْيَضُ فَمُطِلٌّ عَلَى دَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ الدُّورُ كُلُّهَا وَاحِدَةٌ يَخْرُجُ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَنْهَارٍ، مِنْ تَحْتِ كُلِّ جَبَلٍ نَهَرٌ أَشَدُّ بَرْداً مِنَ الثَّلْجِ، وَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، لَا يَشْرَبُ مِنْهَا إِلَّا مُحَمَّدٌ وَ آلُهُ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) وَ شِيعَتُهُمْ، وَ مَصَبُّهَا كُلُّهَا وَاحِدٌ وَ مَخْرَجُهَا مِنَ الْكَوْثَرِ، وَ إِنَّ هَذِهِ الْجِبَالَ تُسَبِّحُ اللَّهَ وَ تُقَدِّسُهُ وَ تُمَجِّدُهُ، وَ تَسْتَغْفِرُ لِمُحِبِّي آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، فَمَنْ تَخَتَّمَ‌

اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست