الْمَوَدَّةِ لَهُمْ (رَحِمَهُ اللَّهُ وَ رَضِيَ عَنْهُ)، فَأَنَا أَتَوَلَّاهُ لِذَلِكَ وَ أَفْرَحُ بِوَلَادَتِهِ.
653- 100- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُشَيْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الثَّقَفِيُّ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الدِّيزَجِ، قَالَ: بَعَثَنِي الْمُتَوَكِّلُ إِلَى كَرْبَلَاءَ لِتَغْيِيرِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ كَتَبَ مَعِي إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَاضِي: أُعْلِمُكَ أَنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِبْرَاهِيمَ الدِّيزَجِ إِلَى كَرْبَلَاءَ لِنَبْشِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ، فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي فَقِفْ عَلَى الْأَمْرِ حَتَّى تَعْرِفَ فَعَلَ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ.
قَالَ الدِّيزَجُ: فَعَرَّفَنِي جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ مَا كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ، فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: مَا صَنَعْتَ فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ مَا أَمَرْتَ بِهِ، فَلَمْ أَرَ شَيْئاً وَ لَمْ أَجِدْ شَيْئاً. فَقَالَ لِي: أَ فَلَا عَمَّقْتَهُ قُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ وَ مَا رَأَيْتُ، فَكَتَبَ إِلَى السُّلْطَانِ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ الدِّيزَجِ قَدْ نَبَشَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً وَ أَمَرْتُهُ فَمَخَرَهُ بِالْمَاءِ وَ كَرَبَهُ بِالْبَقَرِ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْعَمَّارِيُّ: فَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الدِّيزَجِ، وَ سَأَلْتُهُ عَنْ صُورَةِ الْأَمْرِ، فَقَالَ لِي: أَتَيْتُ فِي خَاصَّةِ غِلْمَانِي فَقَطْ، وَ إِنِّي نَبَشْتُ فَوَجَدْتُ بَارِيَةً جَدِيدَةً وَ عَلَيْهَا بَدَنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ وَجَدْتُ مِنْهُ رَائِحَةَ الْمِسْكِ، فَتَرَكْتُ الْبَارِيَّةِ عَلَى حَالَتِهَا وَ بَدَنَ الْحُسَيْنِ عَلَى الْبَارِيَّةِ، وَ أَمَرْتُ بِطَرْحِ التُّرَابِ عَلَيْهِ، وَ أَطْلَقْتُ عَلَيْهِ الْمَاءَ، وَ أَمَرْتُ بِالْبَقَرِ لِتَمْخَرَهُ وَ تَحْرِثَهُ فَلَمْ تَطَأْهُ الْبَقَرُ، وَ كَانَتْ إِذَا جَاءَتْ إِلَى الْمَوْضِعِ رَجَعَتْ عَنْهُ، فَحَلَفْتُ لِغِلْمَانِي بِاللَّهِ وَ بِالْأَيْمَانِ الْمُغَلَّظَةِ لَئِنْ ذَكَرَ أَحَدٌ هَذَا لَأَقْتُلَنَّهُ.
654- 101- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُشَيْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي السَّلَاسِلِ الْأَنْبَارِيُّ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَاقِطَانِيُّ، قَالَ: ضَمَّنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ إِلَى هَارُونَ الْمُعَرِّي، وَ كَانَ قَائِداً مِنْ قُوَّادِ السُّلْطَانِ، أَكْتُبُ لَهُ، وَ كَانَ بَدَنُهُ كُلُّهُ أَبْيَضَ شَدِيدَ الْبَيَاضِ حَتَّى يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ كَانَا كَذَلِكَ، وَ كَانَ وَجْهُهُ أَسْوَدَ شَدِيدَ السَّوَادِ كَأَنَّهُ الْقِيرُ، وَ كَانَ يَتَفَقَّأُ مَعَ ذَلِكَ مِدَّةً[1] مُنْتِنَةً.
[1] المدّة: القيح.