responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 321

وَ تَصْغِيراً لِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي هَذِهِ تُرْبَتُهُ- يَعْنِي الْحُسَيْنَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)- فَمَا هُوَ إِلَّا أَنِ اسْتَدْخَلَهَا دُبُرَهُ حَتَّى صَاحَ: النَّارَ النَّارَ الطَّسْتَ الطَّسْتَ، فَجِئْنَاهُ بِالطَّسْتِ فَأَخْرَجَ فِيهَا مَا تَرَى، فَانْصَرَفَ النُّدَمَاءُ وَ صَارَ الْمَجْلِسُ مَأْتَماً، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سَابُورٌ فَقَالَ: انْظُرْ هَلْ لَكَ فِيهِ حِيلَةٌ فَدَعَوْتُ بِشَمْعَةٍ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا كَبِدُهُ وَ طِحَالُهُ وَ رِئَتُهُ وَ فُؤَادُهُ خَرَجَ مِنْهُ فِي الطَّسْتِ، فَنَظَرْتُ إِلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ فَقُلْتُ: مَا لِأَحَدٍ فِي هَذَا صُنْعٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لِعِيسَى الَّذِي كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى. فَقَالَ لِي سَابُورُ: صَدَقْتَ وَ لَكِنْ كُنْ هَاهُنَا فِي الدَّارِ إِلَى أَنْ يَتَبَيَّنَ مَا يَكُونُ مِنْ أَمْرِهِ، فَبِتُّ عِنْدَهُمْ وَ هُوَ بِتِلْكَ الْحَالِ مَا رَفَعَ رَأْسَهُ، فَمَاتَ وَقْتَ السَّحَرِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى: قَالَ لِي مُوسَى بْنُ سَرِيعٍ: كَانَ يُوحَنَّا يَزُورُ قَبْرَ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامَ) وَ هُوَ عَلَى دِينِهِ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ هَذَا وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ.

650- 97- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُشَيْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْجُعْفِيُّ الدَّهَّانُ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِيثَمٍ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ أَمْلَاهُ عَلَيَّ فِي مَنْزِلِهِ، قَالَ: خَرَجْتُ أَيَّامَ وِلَايَةِ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيِّ فِي الْكُوفَةِ مِنْ مَنْزِلِي فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، فَقَالَ لِيَ: امْضِ بِنَا يَا يَحْيَى إِلَى هَذَا، فَلَمْ أَدْرِ مَنْ يَعْنِي، وَ كُنْتُ أُجِلُّ أَبَا بَكْرٍ عَنْ مُرَاجَعَةٍ، وَ كَانَ رَاكِباً حِمَاراً لَهُ، فَجَعَلَ يَسِيرُ عَلَيْهِ وَ أَنَا أَمْشِي مَعَ رِكَابِهِ، فَلَمَّا صِرْنَا عِنْدِ الدَّارِ الْمَعْرُوفَةِ بِدَارٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَازِمٍ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ الْحِمَّانِيِّ، إِنَّمَا جَرَرْتُكَ مَعِي وَ جَشَّمْتُكَ مَعِي أَنْ تَمْشِيَ خَلْفِي لِأُسْمِعَكَ مَا أَقُولُ لِهَذَا الطَّاغِيَةِ.

قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هُوَ، يَا أَبَا بَكْرٍ قَالَ: هَذَا الْفَاجِرُ الْكَافِرُ مُوسَى بْنُ عِيسَى، فَسَكَتُّ عَنْهُ، وَ مَضَى وَ أَنَا أَتَّبِعُهُ حَتَّى إِذَا صِرْنَا إِلَى بَابِ مُوسَى بْنِ عِيسَى وَ بَصُرَ بِهِ الْحَاجِبُ وَ تَبَيَّنَهُ، وَ كَانَ النَّاسُ يَنْزِلُونَ عِنْدَ الرَّحْبَةِ، فَلَمْ يَنْزِلْ أَبُو بَكْرٍ هُنَاكَ، وَ كَانَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ قَمِيصٌ وَ إِزَارٌ وَ هُوَ مَحْلُولُ الْإِزَارِ.

قَالَ: فَدَخَلَ عَلَى حِمَارٍ، وَ نَادَانِي: تَعَالَ يَا ابْنَ الْحِمَّانِيِّ، فَمَنَعَنِي الْحَاجِبُ فَزَجَرَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَ قَالَ لَهُ: أَ تَمْنَعُهُ يَا فَاعِلُ وَ هُوَ مَعِي فَتَرَكَنِي، فَمَا زَالَ يَسِيرُ عَلَى حِمَارِهِ‌

اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست