responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 286

فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلِ طَرَقَنِي رُسُلُ الْمُتَوَكِّلِ، رَسُولٌ يَتْلُو رَسُولًا، فَجِئْتُ وَ الْفَتْحُ عَلَى الْبَابِ قَائِمٌ فَقَالَ: يَا رَجُلُ، مَا تَأْوِي فِي مَنْزِلِكَ بِاللَّيْلِ كَدَّ[1] هَذَا الرَّجُلَ مِمَّا يَطْلُبُكَ، فَدَخَلْتُ وَ إِذَا الْمُتَوَكِّلُ جَالِسٌ فِي فِرَاشِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى نُشْغَلُ عَنْكَ وَ تُنْسِينَا نَفْسَكَ، أَيُّ شَيْ‌ءٍ لَكَ عِنْدِي فَقُلْتُ: الصِّلَةُ الْفُلَانِيَةُ، وَ الرِّزْقُ الْفُلَانِيُّ، وَ ذَكَرْتُ أَشْيَاءَ، فَأَمَرَ لِي بِهَا وَ بِضِعْفِهَا، فَقُلْتُ لِلْفَتْحِ: وَافَى عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَى هَاهُنَا فَقَالَ: لَا. فَقُلْتُ:

كَتَبَ رُقْعَةً فَقَالَ: لَا.

فَوَلَّيْتُ مُنْصَرِفاً فَتَبِعَنِي، فَقَالَ لِي: لَسْتُ أَشُكُّ أَنَّكَ سَأَلْتَهُ دُعَاءً لَكَ، فَالْتَمِسْ لِي مِنْهُ دُعَاءً، فَلَمَّا دَخَلْتُ إِلَيْهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ لِي: يَا أَبَا مُوسَى، هَذَا وَجْهُ الرِّضَا. فَقُلْتُ:

بِبَرَكَتِكَ يَا سَيِّدِي، وَ لَكِنْ قَالُوا لِي: إِنَّكَ مَا مَضَيْتَ إِلَيْهِ وَ لَا سَأَلْتَهُ.

فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) عَلِمَ مِنَّا أَنَا لَا نَلْجَأُ فِي الْمُهِمَّاتِ إِلَّا إِلَيْهِ، وَ لَا نَتَوَكَّلُ فِي الْمُلِمَّاتِ إِلَّا عَلَيْهِ، وَ عَوَّدَنَا إِذَا سَأَلْنَا الْإِجَابَةَ، وَ نَخَافُ أَنْ نَعْدِلَ فَيَعْدِلَ بِنَا.

قُلْتُ: إِنَّ الْفَتْحَ قَالَ لِي كَيْتَ وَ كَيْتَ. قَالَ: إِنَّهُ يُوَالِينَا بِظَاهِرِهِ، وَ يُجَانِبُنَا بِبَاطِنِهِ، الدُّعَاءَ لِمَنْ يَدْعُو بِهِ إِذَا أَخْلَصْتَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَ اعْتَرَفْتَ بِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ بِحَقِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَ سَأَلْتَ اللَّهَ (تَبَارَكَ وَ تَعَالَى) شَيْئاً لَمْ يَحْرِمْكَ.

قُلْتُ: يَا سَيِّدِي فَتُعَلِّمُنِي دُعَاءً أَخْتَصُّ بِهِ مِنَ الْأَدْعِيَةِ. قَالَ: هَذَا الدُّعَاءَ كَثِيراً مَا أَدْعُو اللَّهَ بِهِ، وَ قَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لَا يُخَيِّبَ مَنْ دَعَا بِهِ فِي مَشْهَدِي بَعْدِي، وَ هُوَ:" يَا عُدَّتِي عِنْدَ الْعُدَدِ، وَ يَا رَجَائِي وَ الْمُعْتَمَدُ، وَ يَا كَهْفِي وَ السَّنَدُ، وَ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ، وَ يَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً، أَنْ تُصَلِّي عَلَيْهِمْ، وَ تَفْعَلَ بِي كَيْتَ وَ كَيْتَ"[2].

556- 3- أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِوَطِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَيْرُ الْكَاتِبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْلَمَةُ الْكَاتِبِ، وَ كَانَ قَدْ عَمِلَ أَخْبَارَ


[1] كدّ الرجل: ألحّ في الطلب.

[2] تقدّم هذا الدعاء في الحديث: 538.

اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست