اسم الکتاب : الأسرة في المجتمع الإسلامي المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 98
نظرية : ( التعسّف في استعمال الحقوق ) ولمّا وصلوا إليها ظنّوها جديدة ولكنّها كانت مقررة في شريعة الله سبحانه قبل أكثر من أحد عشر قرناً من الزمن [١].
أما المتتبع للمنهج الإسلامي فإنّه يلاحظ شموله لمصالح الفرد والجماعة التي تشاركه في العيش وخاصة أُسرته أقرب المقربين إليه ، فالتشريع الإسلامي يُوقف كل فرد عند حدّه إذا أساء استعمال حقوقه وألحق الضرر بغيره ، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :« .. ألا وإنّ الله عزَّ وجلّ ورسوله بريئان ممّن أضرَّ بامرأة حتى تختلع منه .. » [٢].
خامساً : العدل
من مظاهر سمّو وكمال المنهج الإسلامي ، أنه يجعل العدل والقسط حجر الزاوية في توجّهاته الاجتماعية وخاصّة في مجال الاُسرة ، قال تعالى : (يا أيُّها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط)[٣] ، وقال أيضاً : (ولايجرِمنَّكُم شنآنُ قومٍ على ألأَ تَعدِلُوا اعدِلوا هُوَ أقربُ للتقوى )[٤].
وهكذا نجد أنّ الأحكام الشرعية المخصّصة للاُسرة تتميز بالعدل والانسانية ، ومن الشواهد على ذلك : أنّ التشريع القرآني عندما يلزم الأم بارضاع ولدها يلزم والده ـ في مقابل ذلك ـ بأجرها على الرضاعة ، ويراعي التشريع القرآني النواحي الإنسانية أيضاً حيث إنّه أكّد على حقّ الطفل في التمتع
[١]) التشريع الإسلامي والقانون الوضعي / الدكتور شوكت محمد عليّان : ٢٠٠. [٢]) عقاب الاعمال : ٢٤٩ ـ ٢٦٢ / جوامع مناهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم. [٣]) سورة النساء : ٤ / ١٣٥. [٤]) سورة المائدة : ٥ / ٨.
اسم الکتاب : الأسرة في المجتمع الإسلامي المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 98