إذن من الأهمية بمكان أن توجد حالة من التكافؤ بين الزوجين ، وعلى الخصوص في الجانب الإيماني والاخلاقي والعلمي ، وقد أشار الفقهاء إلى هذه المسألة المهمة ، يقول المحقق الحلي قدس سره : ( الكفاءة شرط في النكاح ، وهي التساوي في الإسلام ، وهل يشترط التساوي في الإيمان؟ فيه روايتان ، أظهرهما الاكتفاء بالإسلام ، وإن تأكّد استحباب الإيمان ، وهو في طرف الزوجة أتمّ ؛ لأنّ المرأة تأخذ من دين بعلها .. ) [٢].
ثالثاً : نظافة القصد وسلامة النيّة
الإسلام يريد للعلاقة الزوجية أن تبتني على أسس معنوية سليمة ، فهو يريد لها نظافة القصد وطهارة الغاية وسلامة النية ، كونها علاقة تترتب عليها أهداف سامية تتمثل بإدامة التناسل وتنشئة الأجيال ، ومن هنا ورد عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام أنّه قال :« من تزوّج لله عزَّ وجل ولصلة الرحم توّجه الله تاج الملوك » [٣] وعليه فالقصد السليم يؤدي إلى التكريم من قبل الله تعالى ، فهو العالم بدخائل النفوس وخوالج القلوب ، وقد هددّ الذين يتخذون من رابطة الزواج المقدسة مادة للتفاخر والرياء ووسيلة لايقاع الأذى أو الحصول على المنافع والمطامع غير المشروعة ، قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :« من نكح امرأة حلالاً بمال حلال غير أنّه أراد بها فخراً ورياء لم يزده الله عزَّوجلَّ بذلك إلاّ
[١]) أخلاق أهل البيت عليهم السلام / السيد مهدي الصدر : ٤٥٣ ـ ٤٥٤ دار الكتاب الاسلامي. [٢]) شرائع الإسلام / المحقق الحلي ٢ : ٥٢٥ كتاب النكاح. [٣] مكارم الأخلاق : ١٩٨.
اسم الکتاب : الأسرة في المجتمع الإسلامي المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 39