اسم الکتاب : الأسرة في المجتمع الإسلامي المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 16
وعن أبي الحسن عليه السلام قال :« جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السلام فقال له : هل لك من زوجة؟ قال : لا ، فقال أبو جعفر عليه السلام : لا أحب أن لي الدنيا وما فيها وأن أبيت ليلة وليس لي زوجة ، ثم قال : إن ركعتين يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره » [١].
ولعلَّ الوجه في هذا التفاضل أنّ الأعزب يكون عرضة لضغط الغريزة الجنسية فيشغل الجنس حيزاً كبيراً من تفكيره ويكون محوراً لاهتمامه ، الأمر الذي ينعكس ـ سلباً ـ على عبادته ، التي تكتسب فضيلتها وكمالها من التوجه الكلي نحو المعبود ، والابتعاد عمّا سواه.
وهناك من تضيق عدسة الرؤية لديه أو يفهم الدين فهماً قاصرا ، فيرى أنّ الرهبانية تكسب الإنسان فضلاً وكمالاً ، كما هو الحال عند بعض النصارى وأهل التصوف ، ولكن أهل البيت عليهم السلام يرفضون هذا الفهم القاصر ، فقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام :« إنَّ امرأة سألت أبا جعفر عليه السلام فقالت : أصلحك الله إنّي متبتلة ، فقال لها : وما التبتل عندك؟ قالت : لا أريد التزويج أبداً ، قال : ولِمَ؟ قالت : ألتمس في ذلك الفضل ، فقال : انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة عليها السلام أحقُّ به منك ، إنّه ليس أحد يسبقها إلى الفضل » [٢].
٤ ـ الطهارة المعنوية
فممّا لا ريب فيه أنّ الزواج عامل مساعد على التطهّر من الآثام كالزنا واللواط وسائر أشكال الانحراف عن الطريق المستقيم ، ومن أجل ذلك قال