اسم الکتاب : الأسرة في المجتمع الإسلامي المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 15
على نبذ حياة العزوبية ، كما جسدت في أفعاله ، فقد تزوج مرات عديدة ، وزوج بناته أيضاً ، كما تمثلت في تقريره ، فلم يكتف بالسكوت عمن يتزوجون ، بل كان يسأل أصحابه ومن يحيط به عن أخبار الزواج ، فيبارك لمن تزوج منهم ويدعو له ، كما ويسأل العزاب منهم عن سبب عزوفهم عن الزواج ، ويحاول حل مشاكلهم ويشفع أو يتوسط لتسهيلها ، وقد زوج« جويبر » مع فقره المدقع من« الزلفاء » مع ما هي فيه من الجاه والثراء.
فالزواج ـ إذن ـ اضافة إلى أنّه آية ربانية فهو سنّة نبوية يتوجب اتباعها ، والعمل بها ، قال صلى الله عليه وآله وسلم :« النكاح سنتي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ... » [١].
وانطلاقاً من هذا التوجه النبوي ، قال أميرالمؤمنين عليه السلام موصياً :« تزوجوا ، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً ماكان يقول : من كان يحبُّ أن يتّبع سنّتي فليتزوج ، فإنَّ من سنّتي التزويج » [٢].
٣ ـ إكتساب الفضيلة العالية
فالمتزوج أفضل عند الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم من الأعزب درجةً ، وأجزل ثواباً ، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :« المتزوج النائم افضل عند اللهم من الصائم القائم العزب » [٣].
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال :« ركعتان يصليها متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب » [٤].