اسم الکتاب : الأسرة في المجتمع الإسلامي المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 105
ونقلت الصحيفة عن أحد منظّمي الحملة قوله : ( في الماضي كان هناك أب وأمّ لكلِّ عائلة ، أمّا اليوم فلم نعد بحاجة لهذه الأسماء ) [١].
ونتيجة لحرمان الصبية والفتيان من أجواء العائلة الدافئة ، وبغية الهروب من الواقع أقبلوا على تناول المخدرات والمشروبات الكحولية ، ففي أمريكا بلد الحرية غير المحدودة ( أقبل الصبية الفتيان على احتساء الخمر ، وقال قضاة الأمريكيون : لم يعهد في تاريخ بلادنا هذه الكثرة الكاثرة من الصبيان المقبوض عليهم في حالة سكر ) [٢].
وقد ثبت بالتجربة أن قاعدة « القدوة والاُسوة » التي تتمّ داخل الاُسرة هي أساس التربية : ( فالأطفال يأخذون بالتقليد والمحاكاة أكثر ممّا يأخذون بالنصح والارشاد ) [٣].
يقول الكسيس كاريل في كتابه :« الإنسان ذلك المجهول » : ( لقد ارتكب المجتمع العصري غلطة جسيمة باستبدال تدريب الاُسرة بالمدرسة استبدالاً تاماً ، وكذا ترك الاُمهات أطفالهن لدور الحضانة حتى يستطعن الانصراف إلى أعمالهن ومطامعهن ، إنهن مسؤولات عن اختفاء وحدة الاُسرة واجتماعاتها التي يتصل فيها الطفل بالكبار ، فيتعلم منهم أموراً كثيرة ؛ لأنّ الطفل يشكّل نشاطه الفسيولوجي والعقلي والعاطفي طبق القوالب الموجودة في محيطه ) [٤].
فالمدارس التي تسير وفق المنهج الغربي لم تقدّم للناشئة الغذاء الفكري
[١] اُنظر : مجلة المجتمع الكويتية ، العدد ١٢٧٧ ، ٢٥ رجب ١٤١٨ هـ. [٢]) خصائص الشريعة الإسلامية / د. عمر سليمان : ٤٣. [٣]) التربية وبناء الاجيال / أنور الجندي : ١٦٨. [٤] التربية وبناء الأجيال : ١٧١.
اسم الکتاب : الأسرة في المجتمع الإسلامي المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 105